ه ـ قلنا إن الماضى يبنى على السكون فى آخره إذا اتصلت به التاء المتحركة التى هى ضمير «فاعل» ، أو «نا» التى هى فاعل كذلك ، أو نون النسوة وهى ضمير فاعل أيضا ، كما يبنى على الضم فى آخره إذا اتصل به واو الجماعة. لكن كثير من النحاة يقول إن هذا السكون عرضىّ طارئ ؛ جاء ليمنع الثقل الناشئ من توالى أربع حروف متحركة فى كلمتين ، هما أشبه بكلمة واحدة ، (أى : فى الفعل وفاعله التاء ، أو نا ، أو نون النسوة) ، فليس السكون فى رأيهم مجلوبا من أثر عامل دخل على الفعل ؛ فاحتاج المعنى لجلبه. لهذا يقولون فى إعرابه : بنى على فتح مقدر ، منع من ظهوره السكون العارض ... وكذلك يقولون فى الضمة التى قبل واو الجماعة ؛ إنها عرضية طارئة ؛ لمناسبة الواو فقط ، وإن الفعل بنى على فتح مقدر منع من ظهوره الضمة العارضة ... إلخ.
ولا داعى لهذا التقدير والإعنات. فمن التيسير الذى لا ضرر فيه الأخذ بالرأى القائل بأنه بنى على السكون مباشرة فى الحالة الأولى ، وعلى الضم فى الحالة الثانية.
و ـ ليس من المبنى الأسماء المقصورة ؛ مثل : الفتى ، الهدى ، المصطفى ، ولا الأسماء المنقوصة ؛ مثل : الهادى ، الداعى ، المنادى ؛ لأن ثبات آخرها على حال واحدة إنما هو ظاهرى بسبب اعتلاله ؛ ولكنه فى التقدير متغير ؛ فهى معربة تقديرا ؛ بدليل أنها تثنى وتجمع فيتغير آخرها ؛ فنقول فى الرفع : الفتيان ، والفتون. وفى النصب والحر : الفتيين والفتين. وكذلك : الهاديان ، والهاديين والهادون والهادين ... وكذا الباقى.
أما بناء اسم لا ـ أحيانا ـ وبعض أنواع المنادى فهو بناء عارض لا أصيل ؛ يزول بزوال سببه وهو وجود : «لا» و «النداء» ، فمتى زال السبب زال البناء العارض. بخلاف المبنى الأصيل ؛ فإن بناءه دائم ...