(٢) يبنى على فتح آخره إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة ؛ مثل : صاحبن كريم الأخلاق. أو الثقيلة ؛ مثل : اهجرنّ السفيه (١) ...
(٣) يبنى على حذف حرف العلة إن كان آخره معتلا ؛ مثل : اسع فى الخير دائما ، وادع الناس إليه ، واقض بينهم بالحق. [فاسع : فعل أمر مبنى على حذف الألف ، لأن أصله : «اسعى» (٢). وادع : فعل أمر مبنى على حذف الواو ؛ لأن أصله : «ادعو». واقض : فعل أمر ، مبنى على حذف الياء لأن أصله : «اقضى]». وعند تأكيد فعل الأمر بالنون يبقى حرف العلة الواو ، أو الياء ، ويتعين بناء الأمر على الفتحة الظاهرة على الحرفين السالفين ، فإن كان حرف العلة ألفا وجب قلبها ياء تظهر عليها فتحة البناء ؛ لأن الأمر يكون مبنيا على هذه الفتحة ؛ نحو : اسعين فى الخير ، وادعون له ، واقضين بالحق.
(٤) يبنى على حذف النون إذا اتصل بآخره ألف الاثنين ؛ مثل : اخرجا ، أو واو جماعة ، مثل : اخرجوا ، أو ياء مخاطبة ؛ مثل : اخرجى. فكل واحد من هذه الثلاثة فعل أمر ، مبنى على حذف النون ، والضمير فاعل (وهو ألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة). ومن الأمثلة قوله تعالى لموسى وفرعون : (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى ،) وقوله : (فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً) ـ وقول الشاعر :
يا دار عبلة بالجواء تكلمى |
|
وعمى (٣) صباحا ـ دار عبلة ـ واسلمى |
وأما المضارع فيكون معربا إذا لم يتصل آخره بنون التوكيد ، أو نون النسوة. ومن الأمثلة ـ (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) إن تخلص فى عملك تنفع وطنك. فإن اتصل بآخره اتصالا مباشرا نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة بنى على الفتح (٤) مثل : والله لأقومن بالواجب. ولأعملنّ ما فيه الخير ، وقول الشاعر :
__________________
(١) فهو فعل أمر مبنى على الفتح : لاتصاله بنون التوكيد. ولا داعى للتشدد الذى يراه بعض النحاة ، إذ يقول : فعل أمر مبنى على سكون مقدر منع من ظهوره الفتحة العارضة لأجل نون التوكيد. هذا ، وكل فعل أمر أو مضارع ، اتصلت بآخره نون التوكيد فإنه يمتنع أن يتقدم عليه شىء من معمولاته إلا للضرورة ـ انظر المثال فى رقم ١ من هامش ص ٩٦ ـ ، لأن تقدم هذا المعمول يخرجه من حيز التأكيد ؛ فيتنافى تقديمه مع المراد من تأكيده. وأجاز بعض النحاة تقديم المعمول إن كان شبه جملة. وحجته ورود أمثلة كثيرة تكفى للقياس عليها. وهذا أحسن ـ كما سيجىء فى باب نون التوكيد ح ٤.
(٢) تكتب الألف هنا ياء ؛ تبعا لقواعد الحروف. وعلى الرغم من كتابتها تسمى ألفا ما دامت الفتحة قبلها.
(٣) انعمى واسعدى.
(٤) فى محل رفع ـ على المشهور ـ وقيل : لا محل له.