لا تأخذنّ من الأمور بظاهر |
|
إن الظّواهر تخدع الرّاءينا |
فإن كان الاتصال غير مباشر ؛ بأن فصل بين نون التوكيد والمضارع فاصل ظاهر ؛ كألف الاثنين ، أو مقدر ؛ كواو الجماعة ، أو ياء المخاطبة ـ فإنه يكون معربا ... فمثال ألف الاثنين (ولا تكون إلا ظاهرة) ماذا تعرف عن الصانعين ، أيقومانّ بعملهما؟ ومثال واو الجماعة المقدرة : هؤلاء الصانعون أيقومنّ بعملهم؟ ومثال ياء المخاطبة المقدرة : أتقومنّ بعملك يا سميرة؟
وإن اتصلت به نون النسوة فإنه يبنى على السكون (١) ؛ مثل : إن الأمهات يبذلن ما يقدرن عليه لراحة الأبناء. ولا يكون اتصالها به إلا مباشرا (٢).
فللمضارع حالتان ؛ الأولى : الإعراب ؛ بشرط ألا يتصل بآخره ـ مباشرة ـ نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة ، أو نون النسوة.
والثانية : البناء : إما على الفتح إذا اتصلت بآخره ـ مباشرة ـ نون التوكيد. وإما على السكون إذا اتصلت بآخره نون النسوة (٣).
وإذا كان المضارع مبنيا لاتصاله بإحدى النونين وسبقه ناصب أو جازم وجب أن يكون مبنيّا فى محل نصب أو جزم ، أى أنه يكون مبنيا فى اللفظ ، معربا فى المحل. ولهذا أثر إعرابىّ يجب مراعاته. ففى التوابع ـ مثلا ـ كالعطف ، إذا عطف مضارع على المضارع المبنى المسبوق بناصب أو جازم وجب فى المضارع المعطوف
__________________
(١) فى محل رفع ـ على المشهور ـ وقيل لا محل له
(٢) فلا يفصل بينهما أحد الضمائر الثلاثة السابقة ـ ولا غيرها ـ ؛ لما فى الفصل من التناقض المفسد للمعنى. إذ كيف يشتمل الفعل الواحد على فاعلين متعارضين ؛ أحدهما : نون النسوة ، وهى تدل على جماعة الإناث ، والآخر ألف الاثنين ، وهى تدل على المثنى؟ أو. على نون النسوة وواو الجماعة ، وهذه تدل على جماعة الذكور؟ أو على نون النسوة وياء المخاطبة ، وهذه تدل على المفردة المؤنثة؟
أما نون التوكيد بنوعيها فإنها قد تقع بعد أحد الضمائر السابقة ، ولكنها بعد ألف الاثنين مشددة ومكسورة ، لكيلا تلتبس فى الخط بنون الأفعال الخمسة التى يعرب معها المضارع. ولا تكون مكسورة مشددة إلا فى هذه الحالة. ومن الممكن أن يجتمع فى آخر المضارع نون النسوة فنون التوكيد المشددة المكسورة ـ لا المخففة ـ بشرط أن يفصل بينهما الألف المزيدة للفصل هنا ، نحو : أترغبينانّ فى تقديم العون للبائسات. فالنون الأولى للنسوة ، والمضارع معها مبنى على السكون وجوبا ، والنون الأخيرة المشددة للتوكيد ، ولا تأثير لها على المضارع من ناحية بنائه. وبين النونين الألف الفاصلة ـ كما أشرنا فى رقم ٢ من هامش ص ٧٤ وكما سيجىء البيان بالتفصيل فى ج ٤ ـ باب نونى التوكيد.