ومن أمثلة (١) دخولها قوله تعالى فى أهل الديانات المختلفة : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ،) وقوله عليه السّلام : «إن العجب (٢) ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).
وإن كان الخبر جميلة اسمية جاز دخول اللام على مبتدئها ـ وهو الأنسب ـ أو على خبره ؛ نحو : إنّ الكهربا لأثرها عميق فى حياتنا ... أو : إنّ الكهربا أثرها لعميق فى حياتنا.
(٤) معمول خبر «إنّ» بشرطين : أن يكون هذا المعمول متوسطا بين اسمها وخبرها (٣) أو غيرهما من الكلمات الأخرى التى دخلت عليها «إنّ» ، وأن يكون الخبر خاليا من لام الابتداء ، ولكنه صالح لقبولها. ففى مثل : إن الشدائد مظهرة أبطالا ، وإن المحن صاقلة نفوسا ، يصح تقديم معمول الخبر مقرونا بلام الابتداء ؛ فنقول : إن الشدائد ـ لأبطالا ـ مظهرة ، وإن المحن ـ لنفوسا ـ صاقلة. فإن تأخر المعمول لم يجز إدخال اللام عليه ؛ كما فى المثالين السابقين قبل تقديمه.
وكذلك لا يجوز إدخالها عليه إن كان الخبر مشتملا عليها ، ففى مثل : إن العزيز ليرفض هوانا ـ لا يصح : إنّ العزيز لهوانا ليرفض (٤).
__________________
وقد يليها مه : «قد» ، كان ذا |
|
لقد سما على العدا مستحوذا |
أى : لا يقع بعد هذه اللام الخبر المنفى ؛ سواء أكان جملة فعلية أم اسمية كما مثلنا. وكذلك لا يليها الخبر إذا كان جملة فعلية ، فعلها ماض ، مثل : «رضى» فى أنه ماض ، مثبت ، متصرف ، غير مقرون بكلمة : «قد» فإن كان مقرونا بكلمة : «قد» جاز أن يليها ؛ مثل : إن ذا لقد سما على العدا مستحوذا ، أى : غالبا ، مستوليا على ما يريد.
(١) سبق بيان موجز عن لام الابتداء ، ومعه بعض هذه الأمثلة فى رقم ٢ من هامش ص ٤٤٥.
(٢) الكبر والاختيال.
(٣) سواء أتقدم الاسم كالأمثلة المذكورة ، أم تقدم الخبر شيه الجملة نحو : إن عندى لفى البيت ضيوفا ويجوز أن يتقدم على المعمول المقرون باللام معمول آخر خال منها ؛ نحو : «إن عندى لفى الحديقة ضيفا قاعد». فالمراد : أن يتوسط المعمول المقترن باللام بين الألفاظ الواقعة بعد «إن».
(٤) ولا يجوز دخولها أيضا على المعمول المتقدم إن كان حالا ؛ ففى مثل : إن السائح قد عاد إلى بلده مسرورا ، لا يصح : إن السائح لمسرورا قد عاد إلى يلده. ومثله ، التمييز والمستثنى ، والمفعول معه دون باقى المعمولات. وكل هذا هو أنسب الآراء.