وجود لام الابتداء فى خبرها ؛ نحو : علمت إن الإسراف لطريق الفقر. فإن لم يكن فى خبرها اللام (١) فتحت أو كسرت : نحو : علمت إن الرياء بلاء ـ بفتح الهمزة ، أو كسرها (٢).
(٦) أن تقع خبرا عن مبتدأ اسم ذات ؛ نحو : الشجرة إنها مثمرة (٣) وقد يدخل على هذا المبتدأ ناسخ ؛ ومنه قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ، وَالَّذِينَ هادُوا)(٤) ، وَالصَّابِئِينَ (٥) ، وَالنَّصارى ، وَالْمَجُوسَ (٦) ، وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ـ إِنَ (٧) اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ (٨) ...»
__________________
ـ ناصبة. نحو : «ظننت لطائر مفرد» فالجملة من : (طائر مغرد) مكونه من مبتدأ وخبر ، فى محل نصب. قد سدت مسد المفعولين للفعل : «ظننت» ولم ينصبهما لفظا لاعتراض ما له صدر الكلام وهو هنا : لام الابتداء. وأشهر أفعال القلوب التى يلحقها التعليق : رأى ـ علم ، ـ وجد ـ درى ... وهذه أفعال تدل على اليقين. وخال ـ ظن ـ حسب ـ زعم ـ عد ـ حجا ـ جعل ... وهذه أفعال تدل على الرجحان.
(١) يقول النحاة إن السبب فى التعليق هو وجود لام الابتداء ؛ لأن لها الصدارة فى جملتها فتمنع ما قبلها أن يعمل فيما بعدها. وهنا تأخرت اللام عن مكانها ؛ لوجود «إن» التى لها الصدارة. والعلة الحقيقية فى تأخيرها هى السماع عن العرب.
(٢) ـ كما سيجىء فى رقم ٣ من ص ٥٩٣ ـ فالفتح على اعتبار الفعل غير معلق ، والكسر على اعتباره معلقا ، وأداة التعليق هى : «إنّ» مكسورة الهمزة ، إذ لها الصدارة فى جملتها ، وكل ماله الصدارة يعد من أدوات التعليق ـ كما عرفنا ـ راجع الصبان ج ٢ فى هذا الموضع.
(٣) لو فتحت لكان المصدر المؤول خبرا عن الجثة ، والتقدير ، الشجرة إثمارها. وهو غير المعنى المطلوب ولا يتحقق هنا إلا بتكلف لا داعى له.
(٤) كانوا يهودا.
(٥) المتنقلين بين الأديان ، أو : هم عبدة النجوم.
(٦) الذين يعبدون النار.
(٧) فكلمة «الذين» الأولى ، أصلها مبتدأ قبل دخول الناسخ : «إن» ثم صارت اسمه. وجملة إن الله يفصل بينهم ؛ (وهى مكونة من إن ومعموليها) ـ فى محل رفع خبر «إن» الأولى.
(٨) وفى مواضع كسر همزة «إن» يقول ابن مالك :
فاكسر فى الابتدا ، وفى بدء صله |
|
وحيث «إنّ» ليمين مكمله |
أى : اكسر همزة «إن» إذا وقعت فى ابتداء جملتها ، أو حيث تكون مكملة لليمين ، بأن تقع فى صدر جملة جواب القسم على التفصيل الذى شرحناه. ثم قال :
أو حكيت بالقول ، أو حلّت محل |
|
حال ؛ كزرته ، وإنّى لذو أمل |
وكسروا من بعد فعل علّقا |
|
باللّام ، كاعلم إنّه لذو تقى |