مذكور ؛ نحو : أحلف بالله إن العدل لمحبوب. أو غير مذكور ، نحو : والله إن الظلم لوخيم العاقبة.
فإن لم تقع فى خبرها اللام لم يجب (١) كسر الهمزة إلا إذا كانت جملة القسم جملة فعلية فعلها محذوف ؛ نحو : والله إن السياحة مفيدة.
يتضح مما سلف أن الكسر واجب فى كل الحالات التى تظهر فيها اللام فى خبر «إنّ». وكذلك فى الحالة التى تحذف فيها تلك اللام من الخبر بشرط أن تكون جملة القسم فعلية ، قد حذف فعلها.
(٤) أن تقع فى صدر جملة محكيّة بالقول (لأن المحكىّ بالقول لا يكون إلا جملة ، ـ فى الأغلب ـ بشرط ألا يكون القول بمعنى الظن) (٢). فتكسر وجوبا فى مثل : قال عليه السّلام : (إن الدّين يسر). ويقول الحكماء : «إن المبالغة فى التشدد مدعاة للنفور» ، (فقل للمتشددين : «إن الاعتدال خير») ، وكذلك فى الشطر الثانى من بيت الشاعر :
تعيّرنا أنّا قليل عديدنا |
|
فقلت لها : إنّ الكرام قليل |
فإن وجد القول ولم تكن محكية به بل كانت معمولة لغيره لم تكسر ، نحو : أيها العالم ، أخصّك القول ؛ أنك فاضل ؛ أى : لأنك فاضل ؛ فالمصدر المؤول معمول للام الجر ، لا للقول. وكذلك لا تكسر إن كان القول بمعنى : الظن ، بقرينة تدل على هذا المعنى فيعمل عمله فى نصب مفعولين. ـ نحو : أتقول المراصد أن الجو بارد فى الأسبوع المقبل؟ أى : أتظن (٣) (فتفتح مع أنها مع معموليها معمولة للقول ؛ لأن القول هنا بمعنى «الظن» ينصب مفعولين فيكون المصدر المؤول منها ومن معموليها فى محل نصب يسدّ مسدّ المفعولين) ...
(٥) أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب (٤) وقد علّق عن العمل ، بسبب
__________________
(١) وإنما يجوز الأمران ؛ طبقا للبيان الذى سيجىء فى مواضع الفتح والكسر ص ٥٩٢.
(٢) ولا الاعتقاد أيضا. فلا بد من أمرين ؛ أن تكون الجملة معمولة للقول ، وأن «القول» ليس بمعنى : «الظن ولا الاعتقاد».
(٣) الدليل على أن القول هنا بمعنى «الظن» أن المراصد حين تتكهن بما سيقع فى المستقبل ـ ولا سيما المستقبل البعيد ـ لا تملك الدليل القاطع على صحته ، وعلى أنه سيتحقق حتما ، فقد يقع أو لا يقع. أما تفصيل الكلام على القول بمعنى الظن وأحكامه. فيجىء فى ج ٢ باب ظن وأخواتها.
(٤) سيجىء فى باب ظن وأخواتها تفصيل الكلام على أفعال القلوب التى تنصب مفعولين. والذى يعنينا الآن هو : «الأفعال القلبية» المتصرفة التى يلحقها التعليق ؛ (وهو ترك العمل لفظا دون معنى ، لمانع فتكون فى ظاهرها غير ناصبة للمفعولين ـ أو لأحدهما ـ بسبب ذلك المانع. ولكنها فى الحكم والتقدير ـ