مثل : ليس يقوم محمد (١) ـ ، إن يخرج حليم ـ ما يقوم علىّ ـ أو دخل عليه لام ابتداء ، مثل : إنّ الرجل الحقّ ليحسن عمله.
أو : وقع مع مرفوعه فى موضع نصب على الحال ـ فيكون زمنه حالا بالنسبة لزمن عامله ، فى الغالب ـ ، مثل : أقبل الأخ يضحك. وإذا دخلت «ما المصدرية الظرفية» على المضارع كان زمن المصدر (٢) المؤول للحال فى الغالب. الثالثة : أن يتعين زمنه للاستقبال ؛ وذلك إذا اقترن بظرف من ظروف المستقبل ؛ مثل «إذا ...» ، سواء أكان الظرف معمولا للمضارع ، أم كان المضارع معمولا للظرف ـ بأن يكون الظرف مضافا ، والجملة من الفعل المضارع وفاعله هى المضاف إليه فى محل جر ـ ؛ مثل : أزورك إذا تزورنى ؛ فالفعلان المضارعان هنا للمستقبل ، والأول منهما هو العامل الذى عمل النصب فى الظرف.
«إذا» (٣) و «إذا» مضاف ، وجملة المضارع مع فاعله بعدها فى محل جر مضاف إليه ، فيكون المضارع الثانى مع فاعله معمولا للظرف. وكذلك يتعين للمستقبل إذا كان مسندا إلى شىء متوقع حصوله فى المستقبل ، مثل : يدخل الشهداء الجنة مع السابقين ؛ إذ لا يعقل أن يكون زمن المضارع للحال ، ومعناه ـ وهو دخول الجنة ـ فى المستقبل ؛ لما يترتب عليه من سبق الفعل للفاعل فى الوجود والوقوع ، وهو محال.
أو : سبقته : «هل» (٤) ، نحو : هل تقاطع مجالس السوء؟
وكذلك إذا اقتضى طلبا ؛ سواء أكان الطلب يفهم منه وحده ، أم كان بمساعدة أداة أخرى ؛ فالأول كقوله تعالى : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ). فالله يطلب من الوالدات إرضاع أولادهن ، وهذا لا يكون إلا فى المستقبل ، ومثال الثانى قوله تعالى : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ) ، وقوله : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا ..) ، فإن طلب الإنفاق فى : «لينفق» وطلب عدم «المؤاخذة» فى : «لا تؤاخذنا» ، مفهوم من المضارع ، بمساعدة «اللام» و «لا». وزمن المعنى فى الفعلين هو المستقبل. إذ لا يمكن تحقيق ما تطلبه من غيرك وإنفاذه إلا فى المستقبل.
__________________
(١) راجع ص ٢٣١ حيث الكلام على مثل هذا الأسلوب.
(٢) سيجىء بيان لهذا فى آخر باب الموصول عند الكلام على الموصول الحرفى وصلته وسبك المصدر ص ... م ٢٩.
(٣) «إذا» هنا ظرفية محضة ولا تدل على الشرط ، لأن الظرفية الشرطية لها الصدارة فى جملتها حتما ؛ فلا تقع حشوا.
(٤) راجع حاشيتى الخضرى والصبان فى آخر باب : «ظن وأخواتها» عند الكلام على : «القول» وكذا : «المغنى» فى مبحث «هل».