زيادة وتفصيل :
(ا) للمضارع من ناحية الزمن أربع حالات ؛ لا تتعين حالة منها إلا بشرط ألا تعارضها قرينة تعينها لحالة أخرى.
الأولى : أن يصلح للحال والاستقبال إذا لم توجد قرينة تقيده بأحدهما. وتقصره عليه. وحين يصلح للحال والاستقبال يكون اعتباره للحال أرجح ؛ لأن الزمن الماضى له صيغة خاصة تدل عليه ، وللمستقبل صيغة خاصة أيضا ، (هى : الأمر) ، وليس للحال صيغة تخصّه ، فجعلت دلالته على الحال أرجح ، عند تجرده من القرائن ؛ جبرا لما فاته من الاختصاص بصيغة مقصورة عليه (كما يقولون). هذا إلى أن اللفظ إن كان صالحا للزمن الأقرب والزمن الأبعد ؛ فالأقرب أولى ، والحال أقرب من المستقبل ؛ فهو أحقّ بالاتجاه إليه.
فإن كان المضارع من أفعال المقاربة ، مثل : «يكاد» فإنه يكون للزمن المستقبل ، مع شدة قربه من الحال.
الثانية : أن يتعين زمنه للحال ، وذلك إذا اقترن بكلمة تفيد ذلك ؛ مثل : كلمة : الآن ، أو : الساعة ، أو : حالا ، أو : آنفا (١).
أو : وقع خبرا لفعل من أفعال الشروع ؛ مثل : «طفق» ، و «شرع» ، وأخواتهما (٢) ؛ ليساير زمنه معناها.
أو : نفى بالفعل : «ليس» (٣) أو بما يشبهها فى المعنى والعمل ؛ مثل الحرف : خ خ إن أو : خ خ ما (٤) ... فكل واحد من هذه العوامل التى تعمل عملها يشبهها أيضا فى نفى الزمن الحالى عند الإطلاق (٥) ...
__________________
(١) «آنفا» كلمة عدها النحاة من الألفاظ التى تجعل المضارع للحال ، باعتبار أنها تدل على أقرب زمن سابق يتصل بالحال ، فكأنها للحال نفسه.
(٢) ستجىء هذه الأفعال فى باب الأفعال المقاربة».
(٣) (راجع تفصيل الكلام عليها فى النواسخ ، أخوات كان).
(٤) راجع هامش ص ٥٠ حيث الإيضاح للحرف «ما».
(٥) أى : عند عدم وجود قرينة تدل على أن الزمن ماض أو مستقبل.