أو : اقتضى وعدا أو وعيدا ، كقوله تعالى : (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ ، وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) ـ لما سبق ـ ، وقول الشاعر :
من يشعل الحرب لا يأمن عواقبها |
|
قد تحرق النار يوما موقد النار |
أو : صحب أداة توكيد ؛ مثل : «نون التوكيد» الخفيفة أو الثقيلة ؛ لأن التوكيد يليق بما لم يحصل ، ويناسب ما لم يقع ؛ نحو : أتكرمن صديقك؟ وهل تساعدنّ البائس؟
أو : لام القسم عند فريق من النحاة ؛ لأنها فى معنى التوكيد ؛ مثل : «والله لعلى عملك تحاسب». ومثلها : «لا» النافية غير العاملة عمل : «ليس» عند ذلك الفريق ؛ مثل : لا أترك الصديق فى مواقف الشدة (١).
ويفهم من كل ما سبق أن الجوازم جميعها ـ ما عدا «لم ، ولما» ـ ـ تخلصه للاستقبال
أو : أداة رجاء ؛ مثل : لعل الغائب يحضر. أو : أداة شرط وجزاء ، سواء أكانت جازمة ؛ نحو قوله تعالى : (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ ....) أم غير جازمة ، ومنها «لو» (٢) و «كيف» الشّرطيتان (٣) ، مثل : ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم لأسرع فى إهلاكهم. ومثل : كيف تصنع أصنع.
أو : «حرف نصب» سواء أكان ظاهرا أم مقدرا. وقد اجتمعا فى قوله تعالى : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).
أو : «حرف تنفيس» ، وهو : «السين» و «سوف» ، وكلاهما لا يدخل إلا على المضارع المثبت ، ويفيده التنفيس ؛ أى : تخليص المضارع المثبت من الزمن الضيق ، وهو : خ خ زمن الحال ؛ ـ لأنه محدود ـ ، إلى الزمن
__________________
(١) جاء فى «المغنى» والهمع» أن «لا» النافية ، غير العاملة عمل «ليس» ـ تخلص المضارع للاستقبال إذا سبقته. خلافا لابن مالك ومن معه ، وهو يؤيد رأيه بإجماع النحاة على صحة نحو : «جاء محمد : لا يتكلم» مع إجماعهم أيضا على أن الجملة الحالية لا تصدر بعلامة استقبال.
ونقول : إن الرأى الأنسب أنها تخلصه للاستقبال عند عدم القرينة التى تمنع. وقد أشرنا لهذا فى رقم ٥ من هامش ص ٣١١ م ٨٤ ج ٢ باب الحال).
أما العاملة عمل «ليس» فالكلام عليها فى الصفحة السابقة.
(٢) التى بمعنى «إن» الشرطية. ومثلها : «لو» المصدرية التى بمعنى : «أن» المصدرية ، وتسبك مع الجملة المضارعية بعدها بمصدر ، ولكن ليس لها عملها فى نصب المضارع ؛ مثل : دلو يسود السلم.
(٣) «وإذا» الشرطية أيضا.