زيادة وتفصيل
(ا) وردت «لات» فى بعض الكلام العربى القديم مهملة لا عمل لها ؛ فهى متجردة للنفى المحض. ومنه قول الشاعر :
ترك الناس لنا أكنافهم |
|
وتولّوا ، لات لم يغن الفرار |
فهى هنا حرف نفى ، مؤكد بحرف نفى آخر من معناه ، هو : «لم» وهذا الاستعمال مقصور على السماع لا يجوز اليوم محاكاته. وإنما عرضناه لنفهم نظائره فى الكلام القديم حين تمر بنا ، ومنه قول القائل :
لهفى عليك للهفة من خائف |
|
يبغى جوارك حين لات مجير |
فهى حرف نفى مهمل. «ومجير» فاعل لفعل محذوف أو مبتدأ خبره محذوف
(ب) حكم العطف على خبر : «لات» نفسه كحكم العطف على خبر «ما». وقد تقدم (فى ص ٥٤٠ و ٥٤٣) فيتعين الرفع إن كان حرف العطف يقتضى إيجاب ما بعده ، (مثل : لكن وبل) ، تقول : سئمت ولات حين سآمة ، بل حين صبر ، أو لكن حين صبر. فإن كان حرف العطف لا يقتضى إيجاب ما بعده (كالواو) جاز النصب والرفع ، تقول : رغبت فى الراحة أياما ، ولات حين راحة ، وحين استجمام ، بنصب كلمة «حين» المعطوفة أو رفعها.
(ح) من أسماء الإشارة : «هنّا» وهى فى أصلها ظرف مكان كما عرفنا فى باب أسماء الإشارة (١). وقد وقعت فى الكلام العربى القديم بعد كلمة : «لات» كقول القائل : (حنّت نوار ولات هنّا حنّت) (٢) ... وخير ما يقال فى إعرابها : إن «لات» حرف نفى مهمل (أى : لا عمل له) و «هنا» اسم إشارة للمكان ، منصوب على الظرفية ، خبر مقدم «حنت» حن : فعل ماض ، قبله «أن» مقدرة. والتاء للتأنيث ، والفاعل مستتر تقديره : هى. والمصدر المؤول من الفعل والفاعل و «أن» المقدرة قبل «حنت» فى محل رفع مبتدأ مؤخر. وخبره اسم الإشارة الظرف المتقدم. (هنّا). وهذا أسلوب يحسن الوقوف فيه عند السماع ، والبعد عن محاكاته.
__________________
(١) ص ٣٠٥.
(٢) عرضنا لهذا الشاهد وإتمام البيت فى ص ٣٠٥ وذكرنا هناك الرأى القائل إن : «هنّا» قد تكون ظرف زمان.