ويشترط لعملها (١) :
(ا) الشروط الخاصة بعمل «ما» (٢) إلا الشرط الخاص بعدم وقوع : «إن» الزائدة بعدها ؛ إذ لا تقع «إن» الزائدة بعد : «لات».
(ب) ثلاثة شروط أخرى ؛ هى : أن يكون اسمها وخبرها كلمتين دالتين على الزمان (٣) ، وأن يحذف أحدهما دائما ، والغالب أنه الاسم. وأن يكون المذكور منهما نكرة ؛ مثل : سهوت عن ميعادك ، ولات حين سهو. أى : ولات الحين (٤) حين سهو. وإعرابها : «لا» نافية ؛ تعمل عمل : «ليس». التاء للتأنيث اللفظى (٥) واسمها محذوف تقديره : الحين ، أو : الوقت ، أو : الزمن ... «حين» خبرها ، منصوب بالفتحة الظاهرة ، مضاف. «السهو» مضاف إليه مجرور. ومثل : تسرعت فى الإجابة ، ولات حين تسرّع. أى : وليس الحين حين تسرّع ، أو ليس الوقت وقت تسرع. والإعراب كالسابق.
__________________
ـ أن إحداهما أصل للأخرى ، ولم يكن لهم علم بشىء مما اصطلح عليه النحاة بعدهم ، وبنوا عليه أحكامهم ، فمن الخير ترك الآراء المتشعبة ، والاقتصار على اعتبار : «لات» كلمة واحدة معناها النفى ، وعملها هو عمل «كان» وليس فى هذا ما يسىء إلى اللغة فى تركيب كلماتها ، ولا ضبط حروفها ، ولا أداء معانيها على الوجه الصحيح المأثور الذى يجب الحرص عليه وحده أشد الحرص ، ولا سيما إذا كان فى اتباعه تيسير ومسايرة للعقل والواقع. وقد آن الوقت للتحرر من تلك الآراء الجدلية التى لا حاجة إليها اليوم.
(١) مع ملاحظة ما لا يصح أن يدخل عليه الناسخ. ـ وقد سبق بيانه فى رقم ٣ من هامش ص ٣٩٢ ـ
(٢) وقد سبقت فى ص ٥٣٧ ـ ويراعى فى العطف على خبرها ما سبق فى العطف على خبر «ما» (ص ٥٣٩ وفى الزيادة ص ٥٣٢).
(٣) مثل كلمة : «حين» ـ وهى أكثر الكلمات التى استعملها العرب معمولة للحرف : «لات» ومثل : «ساعة» و «أوان» و «ووقت» وغيرها مما يدل على الزمن.
(٤) كلمة : «الحين» هنا معرفة (مع أن : «لات» لا تعمل إلا فى النكرات) لأن المنفى فى المثال هو «حين» معين ، معروف ؛ وهو الذى سها فيه المخاطب. فالتقدير : لات حين سهوك حين سهو : أى : ليس زمن سهوك زمن سهو : بمعنى : أن زمن سهوك لا يصح ولا يصلح أن يكون زمن سهو. فاشتراط التنكير فى معموليها معا ـ كما ينص عليه أكثر النحاة ـ إنما يتحقق فى التركيب اللفظى الذى يشتمل على المعمولين مذكورين فيه صراحة ؛ أما فى التقدير فلا يشترط ذلك (كما فى تقدير المثال السابق).
وخير من هذا كله أن يكون الشرط هو : تنكير ما يذكر صريحا من معموليها ؛ وهذه عبارة بعض النحاة الأقدمين ؛ وتريحنا من الجدل الذى لا داعى له ، ومن تحقق الشرط فى التركيب اللفظى ، دون التقديرى ، وأمثال هذا ...
(٥) أو : لات ـ كلها ـ حرف نفى مبنى على الفتح لا محل له ، وهذا أحسن ... ، اعتمادا على ما تقدم فى رقم ٥ من هامش الصفحة السابقة.