وما للمرء خير فى حياة |
|
إذا ما عدّ من سقط المتاع (١) |
بالإعمال أو الإهمال فى كل ذلك ؛ فعند الإهمال يكون شبه الجملة فى محل نصب ؛ خبر «ما» ، وعند الإهمال يكون فى محل رفع ؛ خبر المبتدأ (٢).
(د) ألا يتقدم معمول الخبر على الاسم ، بشرط أن يكون ذلك المعمول المتقدم غير شبه جملة ؛ ففى مثل : ما العاقل مصاحبا الأحمق ـ لا يصح الإعمال مع تقدم كلمة : «الأحمق» على الاسم ؛ لأنها معمول للخبر ، وليست شبه جملة ، فيجب الإهمال فتقول : ما ، الأحمق ـ العاقل مصاحب ، فإن كان المعمول المتقدم شبه جملة جاز الإعمال والإهمال ، نحو : ما فى الشرّ أنت راغبا وما عندك فضل ضائعا ، ويجوز ... راغب ، وضائع (٣).
(ه) ألا تتكرر «ما» ، فلا عمل لها فى مثل : «ما» «ما» الحرّ مقيم على الضيم ؛ لأن كلمة : «ما» الأولى للنفى ، وكلمة «ما» الثانية للنفى أيضا ؛ فهى قد نفت معنى الأولى ، ونفى النفى إثبات (٤) فتبتعد «ما» الأولى عن النفى ، وينقلب معنى الجملة إلى إثبات ، وهو غير المراد (٥).
__________________
(١) سقط المتاع : هو المتاع المهمل المتروك ، لعدم فائدته.
(٢) لا يظهر للإعمال أو الإهمال أثر فى هذه الأمثلة وأشباهها ، وإنما يظهر الأثر فيما يجىء بعدها من توابع ؛ ـ كالعطف مثلا ، على الخبر ـ فعند الإعمال يكون التابع منصوبا كخبر «ما» المنصوب ، وعند الإهمال بكون التابع مرفوعا كخبر المبتدأ.
(٣) للسبب العام الموضح فى رقم ٢ من هامش ٥٢١.
كذلك يمتنع تقديم معمول الخبر على الخبر ؛ ومعمول الاسم على الاسم إذا كان المعمول فى الصورتين غير شبه جملة ؛ فلا إعمال فى نحو : ما العاقل ـ الصواب ـ تارك ، ولا فى نحو : ما الشطط راكب «آمن» والأصل : ما العاقل تارك الصواب. وما راكب الشطط آمن. فإن كان شبه جملة جاز تقديمه.
(٤) فإن تكررت وكانت لتأكيد النفى فى الأولى ، لا لإزالته صح الإعمال ـ مع ضعفه ، حتى قيل بشذوذه ـ وذلك بأن تكون «ما» الثانية توكيدا لفظيا للأولى يقوى نفيها ، ولا يزيله مع ملاحظة أن هذا التوكيد اللفظى ضعيف أو شاذ ، كما قلنا ، لعدم وجود فاصل بين حرفى النفى ، كما تقتضى ضوابط التوكيد اللفظى ـ التى منها : أن توكيد الحروف التى ليست للجواب يقتضى تكرار الحرف الأول ومعه لفظ آخر يفصل بينه وبين الثانى الذى جاء للتوكيد ـ وستأتى فى ج ٣ ص ٤٣٠ م ١١٦ ـ هذا ، والذى يدل على أن الثانية تفيد نفيا جديدا يزيل الأول أو أنها تفيد نفيا يؤكد الأول ـ إنما هو القرائن اللفظية ـ ومنها الفاصل اللفظى ـ أو المعنوية. هذا ، ومع التكرار لا يصح أن توجد «ما» فى الجملة الواحدة أكثر من مرتين ؛ إحداهما : الأولى ، والثانية تكرار لها.
(٥) وقد عرض ابن مالك لبعض ما سبق من الشروط تاركا بعضا آخر حيث يقول :
إعمال ليس أعملت : «ما». دون : «إن |
|
مع بقا النّفى ، وترتيب زكن |
سجل فى هذا البيت ثلاثة شروط لإعمال : «ما» عمل ليس ؛ وهى : ألّا توجد بعدها «إن» ـ