وأخواتها» ، ونوع ينصب اسمه ويرفع خبره ؛ مثل : «إن وأخواتها» ، ونوع ينصب الاثنين ولا يستغنى عن الفاعل ؛ مثل : «ظن وأخواتها». ولكل نوع أحواله وأحكامه المفصلة فى بابه الخاص. وكلامنا الآن على : «كان» وأخواتها من الأفعال الناسخة التى تعمل عملها (١) ، وتسمى أيضا : الأفعال الناقصة (٢).
وفيما يلى بيان أشهرها ، وشروط عمله ، ومعنى كل فعل :
إنها ثلاثة عشر فعلا (٣) ؛ كان ـ ظل ـ بات ـ أصبح ـ أضحى ـ أمسى ـ صار ـ ليس ـ زال ـ برح ـ فتئ ـ انفك ـ دام. وكل هذه الأفعال تشترك فى أمور عامة ، أهمها :
أنها لا تعمل إلا بشرط أن يتأخر اسمها عنها (٤) ، وأن يكون خبرها غير إنشائى ؛ فلا يصح : كان الضعيف عاونه (٥). وأن يكون الاسم والخبر مذكورين معا ،
__________________
(١) ولها نظائر أخرى من الحروف تعمل عملها سيجىء الكلام عليها فى ص ٥٣٧.
(٢) سميت «ناقصة» لأن كل فعل منها يدل على حدث ناقص (أى : معنى ناقص) لأن إسناده إلى مرفوعه لا يفيد الفائدة الأساسية المطلوبة من الجملة الفعلية إلا بعد مجىء الاسم المنصوب ، فالاسم المنصوب هو الذى يتمم المعنى الأساسى الناقص ، ويحقق الفائدة الأصلية للجملة. وهذا يخالف الأفعال التامة ؛ فإن المعنى الأساسى يتم بمرفوعها ؛ «فكان» الناقصة مثلا تدل مع اسمها على حصوله ووجوده وجودا مطلقا (وهو ضد العدم) وهذا معنى غير مراد ، ولا مطلوب ، فإذا جاء الخبر تعين المعنى المطلوب ، وتحدد. و «صار» مع اسمها تدل على تحوله ، وانتقاله من حالته ، من غير بيان لحالته الجديدة. ولا توضيح لما انته إليه أمره ، والخبر هو الذى يعين ويوضح. و «أصبح» مع اسمها تدل على دخوله فى وقت الصباح ، وليس هذا هو المقصود ، فإذا جاء الخبر كان كفيلا بتحقيق المراد. وهكذا ... وليس السبب فى تسميتها «ناقصة» أنها تتجرد للزمان وحده ، ولا تدل معه على حدث (معنى) كما يقول بعض النحاة ، فهذا الرأى مدفوع بأدلة كثيرة جاوزت العشرة وسجلتها المطولات (وقد أشار إلى بعضها بإيجاز محمود ، ومنطق سليم صاحب حاشية الأمير على المغنى فى الباب الثالث من المجلد الثانى عند الكلام على تعلق الظرف والجار والمجرور بالفعل الناقص).
(٣) غير الأفعال التى بمعنى : «صار» ، وستذكر بعدها فى ص ٥٠٥ ، وغير «أفعال المقاربة» وما يتصل بها. ولها باب مستقل ـ فى ص ٥٥٦ ـ ، وغير أفعال أخرى قليلة الشهرة ؛ لقلة استعمالها فى الأساليب الناقصة ؛ مثل : أفتأ ؛ بمعنى : فتىء ...
هذا والأفعال السبعة الأولى كاملة التصرف نسبيا ـ إذ يجىء من مصدرها أكثر المشتقات ـ «وليس» جامدة بالاتفاق ، و «دام» جامدة على الأصح. والأربعة الباقية ، ناقصة التصرف كما سيجىء فى ص ٥١٣.
(٤) وسيأتى هذا عند الكلام على حكم معموليها من ناحية التقديم والتأخير ـ ص ٥١٥.
(٥) لا فرق فى المنع بين الإنشاء الطلبى ؛ مثل : كان والدك احترمه ، وغير الطلبى مثل : كانت صحتى «يحفظها الله «أو : يكون مالى» أدامه الله» على أن تكون الجملة الأخيرة فى المثالين دعائية : فهذه الأمثلة واشباهها مما وقع فيها الخبر جملة. إنشائية ـ لا يصح اعتبار «كان» فيها ناسخة. وللإنشاء بنوعيه إيضاح فى رقم ٣ من هامش ص ٣٣٧.