والخبر ـ مفردا أو غير مفرد ـ قد يقترن بالفاء وجوبا فى صورة واحدة ، وجوازا فى غيرها (١) ، إذا كان شبيها بهذا الجواب الشرطى ، بأن يكون نتيجة لكلام قبله ، مستقبل الزمن ، وفى صدر هذا الكلام مبتدأ يدل على العموم والإبهام ؛ نحو : الذى يصادقنى فمحترم : «فالذى» اسم موصول مبتدأ ، وهو يدل على الإبهام والعموم ، وبعده «يصادفنى» كلام مستقبل المعنى (٢) ، له نتيجة مترتبة على حصوله وتحققه ، هى الخبر : (محترم) وقد دخلت الفاء على هذا الخبر ؛ لشبهه بجواب الشرط فى الأمور الثلاثة السالفة التى هى : (وجود مبتدأ دال على الإبهام والعموم ، كما يدل اسم الشرط المبتدأ على الإبهام والعموم) و (وجود كلام بعد المبتدأ مستقبل المعنى ؛ كوجود جملة الشرط بعد أداة الشرط) و (ترتّب الخبر على الكلام السابق عليه ؛ كترتب جواب الشرط على جملة الشرط ـ وهذا مهم).
ومن الأمثلة : رجل يكرمنى فمحبوب ـ من يزورنى فمسرور ... وهكذا كل خبر تحققت فيه الأمور الثلاثة ؛ سواء أكان خبرا مفردا ، أم جملة ، أم شبه جملة. فالقاعدة العامة فى اقتران الخبر بالفاء هى : مشابهته لجواب الشرط فى فى تلك الأمور الثلاثة ، مع خلو الكلام من أداة شرط بعد المبتدأ ، لكبلا يلتبس الخبر بجواب الشرط.
وقد تتبع النحاة مواضع المشابهة فوجدوها تتركز فى موضعين لا تكاد تخرج عنهما ، مع خلو كل موضع من أداة شرط بعد المبتدأ.
الأول : كل اسم موصول عامّ وقعت صلته جملة فعلية مستقبلة المعنى ، أو وقعت ظرفا ، أو جارّا مع مجروره بشرط أن يكون شبه الجملة بنوعيه متعلقا
__________________
(١) كما سيجىء فى ص ٤٩٠.
(٢) ليس من اللازم أن يكون مستقبل اللفظ أيضا كالأمثلة الماضية ؛ وإنما يكفى أن يكون مستقبل المعنى فقط دون اللفظ ؛ نحو : قوله تعالى : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) و «ما» فى الآية موصولة ، وليست شرطية ؛ بدليل قراءة من قرأ : (وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم) فالفعل. «أصاب» ماض فى اللفظ ، مستقبل فى المعنى ، لأن المراد أن كل شىء يصيبنا فى المستقبل هو نتيجة لعملنا ، وليس المراد الكلام على شىء سبق.