لا نسميه عند الإعراب (١) خبرا. أما عند حذف العطف فيسمى اللفظ المتعدد : خبرا ، ويعرب خبرا.
ثانيها : أن يتعدد الخبر فى اللفظ فقط وتشترك الألفاظ المتعددة فى تأدية معنى واحد ، هو المعنى المقصود ، وذلك بأن تكون الألفاظ مختلفة ؛ لكل منها معنى خاص يخالف معنى الآخر ـ. ولكنه معنى غير مقصود لذاته ؛ وإنما المعنى المقصود لا يتحقق إلا بأن تنضم هذه المعانى المتخالفة ، بعضها إلى بعض ، لتؤدى وهى مجتمعة معنى جديدا لا ينشأ إلا من مجموعها ، كأن ترى رجلا ليس بالقصير ولا الطويل. فتقول : (الرجل طويل قصير) تريد أنه «متوسط» فكل من كلمتى : «طويل» و «فصير» لها معنى خاص يخالف الآخر ، ولكنه ليس مقصودا لذاته ؛ وإنما المقصود منه أن ينضم إلى المعنى الآخر لينشأ عن انضمامهما معنى جديد ، هو : «متوسط» وهو المعنى المراد ، الذى لا يفهم من إحدى الكلمتين منفردة ؛ وإنما يفهم منهما معا ؛ برغم أن كل واحدة منهما تسمى : خبرا (٢) ، وتعرب خبرا ، ولها معنى خاص ، ولكنه غير مقصود ، كما قلنا. ومثل : الطفل سمين نحيف ، أى : معتدل. ومثل : الفاكهة حلوة مرة ، أى : متغيرة الطعم ، أو متوسطة ، بين الحلاوة والمرارة ، وهكذا ...
ولهذا النوع ضابط يميزه ؛ هو : أن المعنى المراد يتحقق ويصلح حين نجعل الألفاظ المتخالفة كتلة واحدة هى الخبر ، ويفسد إذا جعلنا بعضها هو الخبر دون بعض.
على أننا عند الإعراب لا بد أن نعرب كل واحد خبرا ، ونسميه خبرا ، ـ كما قلنا ـ ونعلم أنه (٣) يشتمل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ ، وهو غير الضمير المستتر الذى يحويه المعنى الجديد الناشىء من المعانى الفردية غير المقصودة.
__________________
(١) يسمى فى الإعراب معطوفا ، لتوسط حرف العطف بينه وبين المعطوف عليه الخبر الأول. لكنه من ناحية المعنى ـ لا الإعراب ـ يعتبر خبرا ، لأن المعطوف على الخبر خبر ، وعلى المبتدأ مبتدأ ، وعلى الصلة صلة ، وهكذا. إلا لمانع.
(٢) وذلك من باب المجاز.
(٣) إذا كان مشتقا أو مؤولا به.