المسألة ٤٠ :
تعدد الخبر (١)
يكثر أن يكون للمبتدأ الواحد خبران أو أكثر (٢) ؛ مثل : المتنبى شاعر ، حكيم. فكلمة «المتنبى» مبتدأ ، و «شاعر» خبر ، و «حكيم» خبر ثان. وكذلك : «شوقىّ» شاعر ، ناثر ، حكيم ؛ فكلمه «شوقىّ» مبتدأ و «شاعر» خبر ، و «ناثر» خبر ثان ، و «حكيم» خبر ثالث. وهكذا يتعدد الخبر.
غير أن هذا التعدد ثلاثة أنواع :
أولها : أن يتعدد الخبر لفظا ومعنى ، بحيث يكون كل واحد مخالفا للآخر فى هذين الأمرين ؛ نحو : بلدنا زراعىّ ، صناعىّ ـ صحيفتنا علمية ، أدبية ، سياسية ... فكلمة «بلد» مبتدأ ، بعده خبران ، مختلفان ، لفظا ومعنى ، وكل معنى مقصود لذاته. وكلمة «صحيفة» مبتدأ ، وبعدها ثلاثة أخبار ؛ كل واحد منها على ما وصفنا. ونحو قوله تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُ ، الْوَدُودُ ، ذُو الْعَرْشِ ، الْمَجِيدُ ، فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ.)
وحكم هذا النوع أنه يجوز فيه عطف الخبر الثانى (٣) وما بعده على الخبر الأول ، فيصح فى الأمثلة السابقة أن نقول : بلدنا زراعىّ وصناعىّ ـ صحيفتنا علمية ، وأدبية ، وسياسية ... ـ معهدنا علمىّ ، وأدبىّ ، ورياضىّ ، وثقافىّ ... بإثبات حرف العطف أو حذفه فى كل الأمثلة ؛ فعند إثباته يعرب ما بعده معطوفا على الخبر الأول (٤) دائما. ومع أنّ ما بعد الخبر الأول هو خبر فى المعنى والتقدير فإننا
__________________
(١) سيجىء (فى «ب» من ص ٤٨٥) تعدد المبتدأ ، وإن كان ابن مالك لم يتعرض له.
(٢) لأن الخبر حكم على المبتدأ ؛ ولا مانع أن يحكم على الشىء الواحد بحكم أو حكمين أو أكثر.
(٣) بواو العطف أو بغيرها من أدوات العطف على حسب المعنى. وعند تعدد الأخبار بغير عطف ، يجوز ـ عند عدم المانع ـ تقديمها كلها أو بعضها ، على المبتدأ. أما مع العطف فيجوز تقديمها جميعا أو تاخيرها جميعا.
(٤) كما هو حكم المعطوف بالواو ، ولهذا الحكم تفضيل مدون فى مكانه من باب العطف ج ٣.