وَدَعْ أَذاهُمْ ، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ، وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً ،) وقول الشاعر :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمو |
|
فطالما استعبد الإنسان إحسان |
ولكل قسم من هذه الثلاثة علامات خاصة تميزه من غيره ؛ فعلامة الماضى : أن يقبل فى آخره إحدى التاءين ؛ «تاء التأنيث الساكنة» (١) مثل : أقبلت سعاد. وصافحت أباها ، أو : «التاء المتحركة» التى تكون فاعلا ؛ مثل : كلمتك كلاما فرحت به ، (وتكون مبنية على الضم للمتكلم ، وعلى الفتح للمخاطب المذكر ، وعلى الكسر للمخاطبة).
وليس من اللازم أن تكون إحدى التاءين ظاهرة فى آخر الفعل الماضى ؛ بل يكفى أن يكون صالحا لقبولها ، وإن لم تظهر فعلا. مثل : أقبل الطائر ؛ فنزل فوق الشجرة ؛ فكلمة : «أقبل» و «نزل» فعل ماض ، لأنه ـ مع خلوه من إحدى التاءين ـ صالح لقبول واحدة منهما : فتقول : أقبلت ... نزلت ... فإن دلت الكلمة على ما يدل عليه الفعل الماضى ولكنها لم تقبل علامته فليست بفعل ماض ، وإنما هى : «اسم فعل ماض» (٢). مثل : هيهات انتصار الباطل ، بمعنى : بعد جدّا ... ومثل : شتّان المنصف والباغى ؛ بمعنى : افترقا جدّا. أو : هى اسم مشتق بمعنى الماضى ؛ مثل : أنت مكرم أمس ضيفك.
ومما تقدم نعلم أن كلمتى : «نعم» (وهى : كلمة للمدح) «وبئس» (وهى : كلمة للذم) فعلان ماضيان (٣) ؛ لقبولهما تاء التأنيث الساكنة ؛ تقول : نعمت شهادة الحق ، وبئست شهادة الزور ، كما نعرف أن «ليس» و «عسى» فعلان ماضيان ؛ لقبولهما التاءين.
__________________
(١) المنسوب معناها إلى الفاعل ؛ احتراز من تاء التأنيث التى لا تدل على الفاعل ولا تنسب إليه ، كالتى تتصل ببعض الحروف مثل : ربت ، وثيمت فى تأنيث الحرفين «رب» الجارة «وثم» العاطفة وغيرهما. ـ انظر الصفحة الآتية ـ
(٢) اسم الفعل : اسم يقوم مقام الفعل فى المعنى ، والزمن ، والعمل. ولكنه لا يقبل علامة الفعل الذى يقوم مقامه ، ولا يتأثر بالعوامل. ولذا لا يسمى : فعلا ؛ لأن الفعل قد يتأثر بعوامل النصب والجزم ، وهناك أسماء تقوم مقام الفعل ، ولكنها تتأثر بالعوامل ؛ فلا تسمى : اسم فعل ، كالمصدر النائب عن التلفظ بفعله ، وكاسم الفاعل العامل ...
واسم الفعل ثلاثة أقسام ؛ اسم فعل ماض ، واسم فعل مضارع ، واسم فعل أمر ... ولكل منها أحكام خاصة تضمنها الباب المنعقد لذلك فى الجزء الرابع ولها هنا إشارة فى رقم ٦ من ص ٧٣ ـ
(٣) بحسب الأصل والمظهر ثم خرجا من المضىّ إلى إنشاء المدح والذم.