حامد» أو : «بئس المختلف وعده زهير». فالممدوح هو : «حامد» ، ويسمى ، «المخصوص بالمدح» والمذموم هو : «زهير» ويسمى : «المخصوص بالذم» فالمخصوص ـ فى الحالتين ـ يقع بعد جملة فعلية ، مكونة من فعل خاصّ ـ يدل على المدح ، أو على الذم ، ـ وفاعله. وقد يتقدم المخصوص عليهما ؛ فنقول : «حليم نعم الزارع» ... «سليم بئس الصانع». وله صور وإعرابات مختلفة ؛ يعنينا منها الآن إعرابه إذا وقع متأخّرا ؛ فيجوز إعرابه خبرا ، مرفوعا ، لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره : «هو» (١) فيكون أصل الكلام : «نعم الزارع هو حليم». «بئس الصانع هو سليم».
٣ ـ أن يكون الخبر صريحا فى القسم (الحلف). وصراحته تتحقق بأن يكون معلوما فى عرف المتكلم والسامع أنه يمين ؛ نحو : فى ذمتى لأسافرن. ـ بحياتى لأخدمن العدالة. تريد : فى ذمتى يمين (٢) ، أو عهد ، أو ميثاق ... بحياتى يمين ، أو عهد ، أو ميثاق ...
٤ ـ أن يكون الخبر مصدرا يؤدى معنى فعله ، ويغنى عن التلفظ بذلك الفعل ـ فى أساليب معينة ، محدّدة الغرض ؛ محاكاة للعرب فى ذلك ـ ؛ كأن يدور بينك وبين طبيب ، أو مهندس ، أو زارع ... كلام فى عمله ، فيقول عنه : «عمل لذيذ». أى : عملى عمل لذيذ. وهذه الجملة فى معنى جملة أخرى (٣) فعلية ، هى : «أعمل عملا لذيذا». فكلمة : «عملا» مصدر ، ويعرب مفعولا مطلقا للفعل الحالى : (أعمل) وقد حذف الفعل وجوبا ؛ للاستغناء عنه بالمصدر الذى يؤدى معناه ، وللتمهيد لإحلال جملة اسمية محلّ هذه الجملة
__________________
(١) هذا هو الشائع. ولنا رأى أيسر وأوضح وسنذكره فى مكانه من باب نعم وبئس ... ـ ج ٣ ـ
(٢) المراد : فى ذمتى وفى رقبتى ما يتعلق باليمين ، ويتصل بالقسم ؛ كالسفر مثلا ، أو خدمة العدالة ؛ لأن كلا منهما هو مضمون اليمين والقسم ، والغرض منها ؛ ولذلك يسمى : «جواب اليمين» أو «جواب القسم». وهو الذى يستقر فى الذمة ، ويتعلق بالرقبة ، وليس اليمين أو العهد أو الميثاق. وإنما كان حذف المبتدا واجبا هنا لأنه واجب التأخير بسبب تنكيره ، وقد وجد ما يدل عليه عند حذفه ؛ وهو : جواب القسم.
(٣) يوضح هذا الحكم ما سيجىء فى ج ٢ م ٧٦ ص ١٧٨ ـ موضوع حذف عامل المصدر وإقامة المصدر المؤكد مكانه. على الرغم من أن المصدر هناك منصوب فى أكثر حالاته ، وهو هنا مرفوع.