ولا يعرب فى حالته الجديد «نعتا» (١) وإنما يكون فى حالة الرفع خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره : هو ـ مثلا ـ فيكون المراد : ذهبت إلى الصديق ؛ «هو الأديب» ابتعدت عن الرجل ؛ «هو السفيه. ترفق بالضعيف «هو البائس».
ويكون فى حالة النصب مفعولا به لفعل محذوف وجوبا مع فاعله ، تقديره : «أمدح» ، أو : «أذم» ، أو : «أرحم» ، على حسب معنى الجملة. والفاعل فى هذه الأمثلة ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا. فالمراد : أمدح الأديب ... أذم السفيه ... أرحم البائس.
ومن الأمثلة : أصغيت إلى الغناء الشجىّ (٢) ، فزعت من رؤية القاتل الفتاك ، أشفقت على الطفل اليتيم. فكلمة «الشجىّ» نعت مفرد مجرور ؛ تبعا للمنعوت. وتفيد المدح. وكلمة : «الفتاك» نعت مفرد مجرور ؛ تبعا للمنعوت ، وتفيد الذم. وكذلك : «اليتيم» ، إلا أنها تفيد الترحم. فتلك الكلمات الثلاث وأشباهها ـ من كل نعت مفرد مجرور يفيد المدح ، أو الذم ، أو الترحم ـ قد يجوز إبعادها عن الجر ، إلى الرفع أو : النصب ؛ فلا تعرب نعتا مفردا مجرورا ؛ وإنما تعرب فى حالة الرفع خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره : «هو» ويكون المراد : «هو الشجى». «هو الفتاك». «هو اليتيم» كما تعرب فى حالة النصب مفعولا به لفعل محذوف وجوبا مع فاعله ، تقديره : أمدح ... أو : أذم ... أو : أرحم ... ، على حسب الجملة ؛ فالمراد : أمدح الشجىّ ... أذمّ الفتاك ... أرحم اليتيم(٣).
__________________
(١) قد يسمى نعتا مقطوعا ، أو : منقطعا ؛ بمعنى : أنه منقطع عن أصله ، وتارك لاسمه الأول وحكمه السابق. انظر ما يأتى فى رقم ٣ من الهامش
(٢) الذى يسر ويفرح.
(٣) قلنا : إن تلك الكلمات وأشباهها لا تعرب نعتا إلا حين تكون تابعة للمنعوت فى حركة إعرابه. أما حين تخالفه إلى الرفع أو النصب فلا تكون نعتا ؛ لأن صلتها الإعرابية به تنقطع ؛ لدخولها فى جملة جديدة مستأنفة فى الرأى الشائع ؛ لا صلة بينها وبين الجملة السابقة من ناحية الإعراب ؛ فكلتاهما مستقلة بنفسها فيه. نعم إن تلك الكلمة التى كانت فى الأصل : «نعتا» قد تسمى : «النعت المقطوع» أو : «المنقطع» ولكن تسميتها بالنعت لم يلاحظ فيها حالتها الجديدة ؛ وإنما لوحظ فيها حالتها القديمة التى تركتها ؛ فهى تسمية مجازية باعتبار ما كان ، لا باعتبار ما هو متحقق الآن. أما الوصف بالمقطوع ، أو : المنقطع فملاحظ فيه أنها صارت فى حالتها الجديدة ، وإعرابها المستحدث ـ مقطوعة عن إعرابها السابق ، وعن حركتها الأولى. بل إن جملتها الجديدة مستأنفة لا محل لها من الإعراب كما أسلفنا ؛ فليس بين الجملتين صلة إعرابية ؛ بالرغم من أن الغرض من الجملة الجديدة هو إنشاء المدح ، أو الذم ، أو الترحم. أو غيره مما كان يدل عليه النعت قبل قطعه ... ـ