زيادة وتفصيل :
(ا) هنا مواضع أخرى يجب فيها تأخير الخبر ؛ أشهرها ما يأتى :
١ ـ ما ورد مسموعا من مثل : راكب الناقة طليحان (١). (أى : متعبان ؛ أصابهما الإعياء والإرهاق ، وأصله : راكب الناقة والناقة طليحان ؛ من كل مبتدأ مضاف ، أخبر عنه بخبر مطابق فى التثنية أو الجمع للمضاف مع المضاف إليه من غير عطف شىء ظاهر على المبتدا ؛ كالمثال السابق. ونحو : مهندس البيت جميلان ـ ونحو : خادم الطفلين لاعبون ؛ أى : مهندس البيت والبيت جميلان ، وخادم الطفلين والطفلان لاعبون. فالمعطوف على المبتدأ محذوف لوضوح المعنى. والخبر هنا واجب التأخير. لكن أيجوز القياس على تلك الأساليب التى حذف فيها حرف العطف والمعطوف على المبتدأ ؛ لوضوح المعنى؟ الأحسن الأخذ بالرأى القائل بجوازه بشرط وجود قرينة واضحة تدل على المحذوف : لأن هذا الرأى يطابق الأصول اللغوية العامة التى تقضى بجواز الحذف عند قيام قرينة جلية تدل على المحذوف ، وتمنع خفاء المعنى ؛ كما رددنا هذا كثيرا (٢) ...
٢ ـ أن يكون الخبر مقرونا بالفاء (٣) ؛ نحو : الذى ينصحنى فمخلص. فإن تقدم الخبر وجب حذف الفاء.
٣ ـ أن يكون الخبر مقترنا بالباء الزائدة ؛ نحو : ما شريف بكاذب.
٤ ـ أن يكون الخبر طلبا ؛ نحو : المحتاج عاونه ، والبائس لا تؤلمه.
٥ ـ أن يكون الخبر عن «مذ» أو «منذ» ، بجعلهما مبتدأين معرفتين فى المعنى ؛ نحو : ما سافرت مذ أو منذ شهران ؛ (إذ المعنى : زمن انقطاع الرؤية شهران (٤).
٦ ـ ضمير الشأن الواقع مبتدأ ؛ نحو : قل (هو : الله أحد).
٧ ـ المبتدأ المخبر عنه بجملة هى عينه فى المعنى نحو : (كلامى : «السفر مفيد») (قولى : «العمل نافع»).
٨ ـ اسم الإشارة المبدوء بكلمة : «ها» التنبيه ، فى جملة اسمية ؛ نحو : هذا أخى. وهذا رأى كثير من النحاة ، ومن الميسور رفضه بالأدلة التى
__________________
(١) سيجىء لهذا المثل بيان فى ج ٣ باب العطف ، عند الكلام على حذف واو العطف
(٢) انظر رقم ١ من هامش ص ٤٦٠
(٣) سيجىء فى ص ٤٨٧ بيان المواضع التى يقترن فيها الخبر بالفاء ...
(٤) كما سبق فى ص ٤٤٤ وكما يجىء فى ص ٤٥٧ وفى ج ٢ باب الظرف ، وباب حروف الجر