تعلمه ... وهكذا ... ومثال القرينة «اللفظية» : حاضر رجل أديب. فكلمة «حاضر» هى الخبر ؛ لأنها نكرة محضة (١) والنكرة التى بعدها (وهى : رجل) نكرة غير محضة ؛ لأنها مخصصة بالصفة بعدها ؛ فهى أحق بأن تكون المبتدأ بسبب تخصصها (٢).
٢ ـ أن يكون الخبر جملة فعلية. فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ : نحو : الكواكب «تتحرك» ، فالجملة الفعلية المكونة من الفعل المضارع وفاعله. خبر المبتدأ. فلو تقدم الخبر وقلنا : تتحرك الكواكب ـ لكانت «الكواكب» فاعلا ، مع أننا نريدها مبتدأ ، وليس فى الكلام ما يكشف اللبس. بخلاف ما لو كان الفاعل اسما ظاهرا أو ضميرا بارزا ، نحو : تتحرك كواكبها السماء ـ قد أضاءا النجمان ... ؛ فتعرب الجملة الفعلية هنا ؛ (تتحرك كواكبها) خبرا متقدما ؛ لاشتمالها على ضمير يعود على المبتدأ «السماء» فرجوع الضمير إلى كلمة : «السماء» دليل على أنها متأخرة فى الترتيب اللفظى فقط ، دون الترتيب الإعرابى (وهذا يسمى : الرتبة (٣)) ؛ لأن الضمير لا يعود على متأخر لفظا ورتبة إلا فى مواضع (٤) ليس منها هذا الموضع. فكلمة : «السماء» متأخرة فى اللفظ. لكنها متقدمة فى الرتبة. وأصل الكلام : السماء تتحرك كواكبها ؛ فكلمة : «السماء» مبتدأ. وحاز تقديم الخبر عليها مع أنه جملة فعلية لأن اللبس مأمون ؛ إذ فاعلها اسم ظاهر. وليس ضميرا مستترا يعود على ذلك المبتدأ (٥) ...
وتعرب الجملة الفعلية الثانية خبرا مقدما ، والنجمان مبتدأ. ولا لبس فيه ، لأن وجود الضمير البارز (وهو ألف الاثنين) وإعرابه فاعلا ـ فى اللغات الشائعة
__________________
(١) أى : غير متخصصة بنعت ، أو إضافة ، أو نحوهما ـ كما سبق.
(٢) لما عرفناه من أن المبتدأ يكون هو المعرفة ، أو النكرة المتخصصة عند اجتماع أحدهما مع النكرة المحضة. وهذا بشرط ألا تقوم قرينة تعارضه.
(٣) الترتيب الإعرابى أو الرتبة ، يجعل لبعض الألفاظ الأسبقية فى الجملة دون بعض ؛ فالمبتدأ أسبق من الخبر ، والفعل أسبق من الفاعل ، والفاعل أسبق من المفعول ، والمضاف أسبق من المضاف إليه .. ، وهكذا. وقد تكون هناك أسباب لمخالفة هذا الأصل أحيانا. على حسب ما هو موضح فى مواضعها.
(٤) سردناها عند الكلام على الضمير فى ص ٢٣٣.
(٥) وتنطبق هذه الصورة على قول حسان :
قد ثكلت أمّه من كنت واحده |
|
أو كان منتشبا فى برثن الأسد |