٢٣ ـ أن تكون مسبوقة بكلمة : «كم» الخبرية ؛ نحو : كم صديق زرته (١) فى العطلة فأفادنى كثيرا.
٢٤ ـ أن تكون مسبوقة بإذا الفجائية ؛ نحو : غادرت البيت فإذا مطر.
٢٥ ـ أن يكون مرادا بها حقيقة الشىء وذاته الأصلية ، نحو : حديد خير من نحاس (٢).
__________________
ولا يلى ذى اللام ما قد نفياz ولا من الأفعال ما كرضياz وقد يليها مع «قد» ؛ كإنّ ذاz لقد سما على العدا مستحوذ
يقول : إن هذه اللام لا يليها الكلام المنفى ، ولا يليها من الأفعال ما هو مثل : «رضى».
يريد به الفعل الماضى ، المتصرف ، غير المسبوق ب «قد» ، فإن سبق «بقد» جاز أن يليها ؛ مثل : إن ذا (أى : هذا) لقد سما على العدا مستحوذا ؛ أى : مستوليا على كل ما يريده ... وأشار إلى مواضع أخرى بقوله :
وتصحب الواسط معمول الخبر |
|
والفصل ؛ واسما حلّ قبله الخبر |
أى : أن لام الابتداء تدخل فى معمول الخبر إذا كان المعمول واسطا (أى : متوسطا بين الخبر والاسم). وكذلك تدخل على ضمير الفصل الواقع بين اسم «إن» وخبرها وكذلك تدخل فى اسم «إن» إذا تقدم عليه الخبر. وقد تقدم شرح ذلك كله والتمثيل للحالات المختلفة جميعا. على أننا سنعود إليه مرة أخرى فى موضعه الخاص من باب : «إن» كما أشرنا.
(١) أصل الكلام : صديق زرته كم زورة! فكم : مفعول مطلق واجب الصدارة مبنى على السكون فى محل نصب ، و «صديق» مبتدأ. أما «كم» الاستفهامية فداخلة فى مسوغات الاستفهام
(٢) وفى الابتداء بالنكرة ومسوغاته يقول ابن مالك :
ولا يجوز الابتدا بالنّكره |
|
ما لم تفد : كعند زيد نمره |
وهل فتى فيكم؟ ، فما خلّ لنا |
|
ورجل من الكرام عندنا |
ورغبة فى الخير خير ، وعمل |
|
برّ يزين ، وليقس ، ما لم يقل |
يشير بالمثال الأول : (عند زيد نمرة) إلى جواز وقوع المبتدأ نكرة ؛ (والنمرة ؛ ما نسميه الآن : الشال من الصوف.) ، والمسوغ هو تقديم الظرف المختص : «عند». ويشير فى البيت الثانى إلى مسوغ الاستفهام فى : «هل فتى»؟ والنفى فى «ما خل لنا». والنعت فى «رجل من الكرام» ويشير فى البيت الأخير إلى النكرة العاملة مثل : «رغبة فى الخير» «فرغبة» : مصدر «فى الخير» : متعلق به ؛ فهو بمنزلة معموله ، أى : بمنزلة مفعوله. أى : «من رغب الخير» أو تكون مضافة ؛ مثل : عمل بر ... ثم يشير بقياس ما لم يذكر على ما ذكره.