عدم الهرب فى بلادنا يشمله ويشمل غيره ... والبطل الممدوح بكلمة : «نعم» يشمل العربى وغيره.
٥ ـ أن يقع بعد جملة الخبر الخالية من الرابط جملة أخرى معطوفة عليها بالواو ، أو الفاء ، أو ثم ، مع اشتمال المعطوفة على ضمير يعود على المبتدأ السابق ؛ فيكتفى فى الجملتين بالضمير الذى فى الثانية (١) فمثال الواو : الزارع نبت الزرع وتعهده ـ الطالب بدأت الدراسة واستعد لها (٢) ... ومثال الفاء : الصانع تيسرت أسباب الصناعة فأقبل غير متردد ، والعامل كثرت ميادين العمل فوجد الرزق مكفولا (٣). ومثال ثمّ : القمر طلعت الشمس ثم اختفى نوره ، والنجوم انقضى النهار ثم أشرق ضوءها.
٦ ـ أن يقع بعد جملة الخبر الخالية من الرابط أداة شرط حذف جوابه لدلالة الخبر عليه ، وبقى فعل الشرط مشتملا على ضمير يعود على المبتدأ ؛ مثل الوالد يترك الأولاد الصياح إن حضر ـ الضيف يقف الحاضرون إن قدم.
تلك أشهر الروابط. ويجوز أن تستغنى جملة الخبر عن الرابط إن كانت هى نفس المبتدأ فى المعنى (٤) ؛ بحيث يتضمن أحدهما المعنى الذى يتضمنه الآخر تماما (٥) ؛ كأن يقول رجل لزميله ؛ ما رأيك فى التجارة؟ فيجيب : رأيى. «التجارة
__________________
(١) ومثل هذا يصح فى كل جملة أخرى تحتاج للرابط ؛ كالصلة ، والصفة ، والحال.
(٢) وقد تكون الجملة الخبرية الخالية من الرابط مشتملة على اسم قد عطف عليه بالواو اسم آخر يشتمل على ضمير يعود على المبتدأ الأول. نحو الضيعة شرب القمح وزرعها. الورد تحركت فروع الأشجار وفروعه ... وقد تكون الجملة الثانية نعتا وفيها الضمير : نحو : الورد قطفت واحدة أحبها. وقد تكون مشتملة على عطف بيان فيه الضمير ؛ نحو : على صاحبت محمودا أخاه.
وإنما كان العطف بالواو غالبا لأنها هى التى تفيد مطلق الجمع دون حروف العطف الأخرى.
(٣) أما العكس وهو عطف جملة بالفاء خالية من الضمير على جملة الخبر المشتملة عليه ـ فجائز ؛ نحو : قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً). برغم أن الجملة المعطوفة على جملة الخبر بمنزلة الخبر تستحق الضمير.
(٤) هذا الاستغناء جائز لا واجب كما قلنا ؛ فلا مانع أن يكون فى هذه الجملة المتفقة فى معناها مع معنى المبتدأ رابط ، إن أمكن ، سواء أكان ضميرا ... وهو الغالب ـ أم غير ضمير.
(٥) كل خبر ولو كان مفردا ، هو فى الحقيقة نفس المبتدأ فى المعنى ؛ كما يتبين من مثل : «المطر نازل» ؛ فإن النازل هو : المطر ، والمطر هو : النازل ، فكلاهما يتضمن الآخر من جهة المعنى ، غير أن المقصود بالخبر الواقع جملة تتحد مع المبتدأ فى المعنى ـ هو : كل جملة مخبر بها عن مبتدأ مفرد ، يدل على معنى تلك الجملة ، ويحوى مضمونها ؛ فهو فى ظاهره لفظ مفرد ، ولكنه ينطوى على معنى الجملة وعلى مضمونها. ومن أمثلته : قول ، كلام ، حديث ، نطق ... وأيضا ضمير الشأن .. وقد تقدم موضوعه فى ص ٢٢٦.