يشتد حره. الشتاء يقسو برده. الربيع جوّه معتدل. الخريف جوه متقلب. وقد اجتمعت الجملتان فى قول الشاعر :
البغى يصرع أهله |
|
والظلم مرتعه وخيم (١) |
ويشترط فى الجملة الواقعة خبرا أن تشتمل على رابط (٢) يربطها بالمبتدأ ، إلا إن كانت بمعناه ، كما سيجىء (٣). وهذا الرابط ـ كالضمير فى الجمل السالفة ـ ضرورى ؛ ولولاه لكانت جملة الخبر أجنبية عن المبتدأ ، وصار الكلام مفككا لا معنى له ؛ لانقطاع الصلة بين أجزائه ؛ فلا يصح أن نقول : محمد يذهب علىّ ، وفاطمة يجىء القطار ... لفساد التركيب ، واختلال المعنى بفقد الرابط. والروابط أنواع كثيرة منها :
١ ـ الضمير الراجع إلى المبتدأ ، وهو أصل الروابط وأقواها (وغيره خلف عنه) ، سواء أكان ظاهرا ؛ مثل : الزارع «فضله كبير» أم مستتر (أى : مقدر) مثل : الأرض ، تتحرك» ، وقولهم : مخالفة الناصح الأمين تورث الحسرة ، وتعقب الندامة ، أم محذوفا (٤) للعلم به مع ملاحظته ونيته ؛ مثل :
__________________
ـ والمركب فرع منه. لذلك يحكم على موضعها هنا بالرفع ؛ على معنى أنه لو وقع المفرد ـ الذى هو الأصل ـ موقعها لكان مرفوعا. فعند الإعراب نقول : (الجملة من : «المبتدأ والخبر» أو من «الفعل والفاعل» ـ فى محل رفع خبر المبتدأ) ...
(١) المرتع هنا : المرعى ، أى : النبات الذى ترعاه الحيوانات. والأصل : مكان الرعى. الوخيم. السيىء الضار.
(٢) هناك شروط أخرى ستجىء فى الزيادة ص ٤٢٨ وفى تلك الصفحة نص صريح على جواز وقوع الجملة الإنشائية خبرا.
(٣) فى ص ٤٢٦.
(٤) بشرط أن يكون معلوما. ومن المعلوم ما ينصب بفعل ؛ نحو : الطيور الأليفة جميلة ، وكل أحب ، أى : أحبه. وما ينصب بوصف ؛ نحو : الكتاب أنا معطيك ، أى : معطيكه. ومن المعلوم ما يجر بمشتق ؛ كاسم الفاعل فى نحو : الآثار أنا زائر ؛ أى : زائرها ، وما يجر بحرف جر يدل على التبعيض ، ولا يبقى بعد حذف الضمير المجرور ؛ نحو : السكر رطل بدرهمين ؛ أى : رطل منه. أو يدل على الظرفية ؛ نحو : الدهر يومان ؛ فيوم نفرح ، ويوم نحزن ؛ أى : نفرح فيه ، ونحزن منه.
وقد يكون الضمير المجرور محذوفا مع حرف الجار ؛ لوجود نظير لهما يسبقهما فيدل عليهما ؛ نحو : اعمل بنصحى ؛ فإن الذى أنصحك به أنت مفلح. أى : مفلح به.
ومن المعلوم ما يكون ضميرا مرفوعا ؛ نحو : قراءة من قرأ قوله تعالى : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ ..) على اعتبار : «إن» مخففة من الثقيلة ، واسمها محذوف وخبرها جملة : أى : إن هذان لهما ساحران.