٢ ـ إذا جرى الخبر المشتق على غير من هو له وكان اللبس مأمونا جاز استتار الضمير وجاز إبرازه.
٣ ـ وإن لم يؤمن اللبس وجب إبرازه (١).
هذا ، ومن المستحسن عدم محاكاة الأساليب المشتملة على النوع الأخير ، وعدم صياغة نظائر لها ؛ منعا لاحتمال ألا يفهم المراد منها ؛ بالرغم من كثرة ورودها فى الكلام العربى الأصيل ، كما يستحسن إهمال الرأى الذى يوجب إبراز الضمير فى حالة أمن اللبس ، لمجافاته الأصول اللغة العامة.
* * *
القسم الثانى الخبر الجملة (٢) :
الجملة : كلمتان أساسيتان لا بد منهما للحصول على معنى مفيد ؛ كالفعل مع فاعله أو نائب فاعله ؛ فى مثل : فرح الفائز ، وأكرم النابغ. وتسمى هذه الجملة : «فعلية» ؛ لأنها مبدوءة ـ أصالة ـ بفعل. وكالمبتدأ مع خبره ، أو ما يغنى عن الخبر فى مثل : المال فاتن. وهل الفاتن مال؟ وتسمى هذه الجملة : «اسمية» «لأنها مبدوءة» أصالة (٣) باسم ؛ فالجملة إما «اسمية» ، وإما «فعلية» وكل واحدة منهما قد تقع خبرا (٤) ؛ فتكون هنا فى محل رفع (٥) ؛ نحو : الصيف
__________________
(١) إلا إن حل محله اسم ظاهر يزيل اللبس. ـ كما سبق فى رقم ١ من هامش الصفحة الماضية ـ ومما يلاحظ أن وجوب الإبراز ليس خاصا بضمير الخبر المفرد عند اللبس. بل يشمل ضمير الخبر الواقع جملة ؛ نحو : محمد صالح أكرمه. كذلك ما يحتمل أن يكون مفردا أو جملة (كمتعلق الظرف والجار مع مجروره) ، نحو : حامد محمود عنده ، أو فى حديقته. كما أن اللبس وإبراز الضمير ليس مقصورا على الخبر ؛ بل يشمل أشياء أخرى ، كالحال فى مثل : ركب عادل الحصان متعبه هو ، وكالنعت ؛ فى مثل : مر عادل بصديق مكرمه هو ، وكالصلة فى مثل : عادل الحصان النافعه هو. وإذا وقعت جملة فعلية مكان واحد من الثلاثة كان الفعل فى كل منها كالوصف الواقع خبرا ...
(٢) سبق فى ص ٤٠٣ أن الخبر يكون جملة أو شبهها وجوبا فى مسائل معينة سيجىء بيانها فى «ج» من ص ٤٣٠.
(٣) بأن يكون تقدمه أصليا لا طارئا لسبب بلاغى : كتقدم المفعول على فعله فى مثل : محمدا أكرمت ؛ فإن هذا التقدم ليس أصيلا.
(٤) وإذا صارت خبرا لم يصح تسميتها جملة إلا على حسب أصلها السابق ، (طبقا للبيان الذى سبق فى رقم ١ من هامش ص ١٥ ورقم ٣ من هامش ص ٣٣٧) ، هذا ولا يخرج الكلمة عن الصدارة الأصلية أن يسبقها حرف عامل ؛ مثل : «ما» الحجازية ، و «لا» النافية للجنس ، و «إن» ، أو غير عامل مثل : «ما» و «لا» النافيتين ... فالعبرة بما يقع بعد هذه الأدوات من فعل ، فتكون الجملة فعلية ، أو اسم ، فتكون اسمية.
(٥) إذا وقعت الجملة خبرا كانت نائبة عن المفرد ؛ لأنها واقعة موقعه ؛ إذ المفرد هو الأصل ، ـ