جريان الخبر على غير من هو له وجب إبراز الضمير منفصلا ؛ ليكون إبرازه دليلا على جريانه على غير من هو له ؛ فنقول (الفارس الحصان متعبه هو) (١). فالضمير : «هو» عائد على الفارس ، المنسوب إليه «أنه متعب» ، والمحكوم عليه بذلك الحكم. والضمير : «الهاء» المتصل بالخبر. وهو الهاء فى آخر كلمة : «متعبه» عائد إلى المبتدأ الثانى).
ومثل : الكلب الثعلب مخيفه. «الكلب» ؛ مبتدأ ؛ أول. «الثعلب» : مبتدأ ثان ، «مخيف» : خبر الثانى ، وهو مضاف ، والهاء مضاف إليه. فما المراد؟ قد نريد الحكم على الثعلب بأنه يخيف الكلب ؛ فيكون الخبر جاريا على صاحبه ، ويجب استتار الضمير ؛ مراعاة للأصل السابق ؛ ليكون استتاره دليلا على جريانه على صاحبه. وقد نريد المعنى الثانى ؛ وهو جريانه على غير صاحبه ؛ فيجب إبراز الضمير منفصلا ؛ ليكون إبرازه شارة على هذا المعنى ؛ فنقول : الكلب الثعلب مخيفه هو. ويكون الضمير البارز عائدا على «الكلب» وهو المحكوم عليه حقيقة بالخبر ؛ أى : بأنه المخيف. أما الضمير الثانى (وهو الهاء المتصلة بالخبر) فعائدة على المبتدأ الثانى (٢).
وخلاصة ما تقدم :
١ ـ أن الخبر الجامد لا يتحمل الضمير إلا عند التأويل الذى يقتضيه السياق (٣) ؛ وأما المشتق فيتحمله.
__________________
(١) فى حالة اللبس وجريان الخبر على غير من هو له ، يتعين أن يكون الضمير البارز فاعلا أو نائب فاعل على حسب نوع الوصف ؛ لأن جريانه على غير صاحبه يمنع استتاره ، ويوجب إبرازه منفصلا ؛ فيستمر فاعلا أو نائب فاعل كما كان قبل إبرازه ؛ إذ ليس للوصف إلا مرفوع واحد ، فإذا كان ضميرا مستترا وطرأ ما يوجب إبرازه منفصلا بقيت له حالة الفاعلية أو النيابة عن الفاعل ، ولا يعرب توكيدا للضمير المستتر. ولا مانع أن يحل اسم ظاهر محل الضمير ليمنع اللبس ، نحو : الفارس الحصان متعبه الفارس.
(٢) مثل هذا : قائد الجيش راجيه هو ـ ... ساكن الحصن حارسه هو ـ ... زميلة البنت مرشدتها هى ـ ... معلمة الطفلة محبوبتها هى ... فالضمير البارز فى الأمثلة السابقة أصله مستتر ، مرجعه المضاف أو المضاف إليه ، فيحصل اللبس ، لعدم تعيين المرجع. ولذا يجب إبراز الضمير لمنع ذلك اللبس. نعم الأكثر فى الضمير أن يعود للمضاف ، لكن ، قد يعود للمضاف إليه أحيانا كما سبق فى «ز» من ص ٢٣٥ فإذا برز الضمير تعين إرجاعه للمضاف.
(٣) على الوجه الذى سبق فى ص ٤٠٦ و ٤٠٧.