قسمت المال بين المستحقين ؛ فأعطيت كلّا نصيبه ، أى : كل مستحق.
حضرت الضيوف فصافحت كلّا منهم. أى : كل ضيف.
تعجبنى الصحف اليومية غير بعض. أى : بعض الصحف.
اعتدل الجو أيام الشتاء إلا بعضا. أى : بعض أيام.
وأما حذف جملة ، أو أكثر ، ومجىء التنوين عوضا عنها فإنه يكثر بعد كلمة «إذ» (١) المضافة ، المسبوقة بكلمة «حين» أو «ساعة» وما أشبههما من ظروف الزمان التى تضاف إلى : «إذ». ويتضح من الأمثلة الآتية :
جاء الصديق ، وكنت (حين إذ جاء الصديق) غائبا ـ جاء الصديق وكنت «حينئذ» غائبا.
أكرمتنى ؛ فأثنيت عليك (حين إذ أكرمتنى) ـ أكرمتنى فأثنيت عليك «حينئذ».
سابقت ، وكان زملاؤك (ساعة إذ سابقت) يرجون لك الفوز ـ سابقت وكان زملاؤك «ساعتئذ» يرجون لك الفوز.
مشيت فى الحديقة. وقطفت الزهر. وكنت (ساعة إذ مشيت) وقطفت قريبا منك ، أو : وكنت «ساعتئذ» قريبا منك.
سافر محمود فى القطار ، وجلس يقرأ الصحف. وتكلم مع جاره ، وكنت معه وقت «إذ سافر» ، وجلس يقرأ ويتكلم.
سافر محمود فى القطار ، وجلس يقرأ الصحف ، وتكلم مع جاره. وكنت معه «وقتئذ» ...
ومنه قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ، وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها ، وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها ، يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها)
فقد حذفت ـ فى الأمثلة السالفة جملة أو أكثر بعد : (إذ) مباشرة ،. وجاء التنوين عوضا عن المحذوف. ولما كانت الذال ساكنة ، وكذلك التنوين ـ حركنا الذال
__________________
ـ وقوعه فى اسم معرب منصرف ، لا بد من وجوده فى آخره ، إلا إذا جاء بعده مضاف إليه فيحذف التنوين ؛ لوجوب حذفه عند وجود المضاف إليه ؛ فإذا حذف المضاف إليه عاد ذلك التنوين للظهور مرة أخرى بعد اختفائه» ؛ فهو ليس تنوينا جديد النوع ، وإنما هو تنوين «الأمكنية» الذى يلحق ـ عند عدم المانع ـ آخر الأسماء المعربة المنصرفة كالتى هنا ؛ اختفى بسبب الإضافة ، فلما زال السبب رجع إلى مكانه ظاهرا كما كان. ويترتب على هذا الرأى منع دخول «أل» التى للتعريف على «كل» وبعض ، ـ لأن الأضافة ملحوظة ـ دون الرأى الآخر ، طبقا للبيان الذى فى الجزء الثالث.
(١) كما سيجىء فى ج ٢ ص ٢٢٢ م ٧٩ باب الظرف وفى ج ٣ ص ٦٨ م ٩٤ باب الإضافة.