بالكسر ؛ ليمكن النطق والتغلب على اجتماع الساكنين ، ووصلنا كلمة : «إذ» فى الكتابة بما قبلها ، عملا بقواعد رسم الحروف (الإملاء).
مما سبق نعلم أن تنوين العوض هو : ما يجىء بدلا من حرف أصلى حذف ، أو من كلمة ، أو جملة ، أو أكثر ؛ ليحل محل المحذوف ، ويغنى عنه.
ومما يجب التنبه له أن هذا التنوين قسم مستقل ، أثره الخاص هو : «التعويض» فلا يدل بنفسه على إعراب ولا بناء. ولهذا يدخل فى آخر الأسماء المتمكنة وغير المتمكنة : أى : يدخل فى آخر الأسماء المعربة والمبنية.
* * *
النوع الرابع : تنوين المقابلة :
إن التنوين حين يلحق آخر الاسم يكون دليلا على أن ذلك الاسم قد تمّ ، واستكمل حروفه ، كما فى نحو : محمد مسافر ، أمين مهذب ، حليم عالم.
لكن أين يذهب التنوين حين تجمع تلك الكلمات جمع مذكر سالما فنقول : المحمدون (١) مسافرون ، الأمينون مهذبون ، الحليمون عالمون؟ لم لم يبق فى الجمع ليدل على ما كان يدل عليه فى المفرد؟
يرى النحاة أنه قد اختفى ، وحلت محله النون التى فى آخر الجمع. ولما كانت غير موجودة إلا فى جمع المذكر السالم ، دون الجمع المختوم بالألف والتاء الزائدتين. (جمع المؤنث السالم وملحقاته) ـ وكلاهما جمع سلامة ـ كان من الإنصاف أن يزاد التنوين فى الثانى ، ليكون مقابلا للنون فى جمع المذكر السالم ، ويتم التعادل بين الاثنين من هذه الناحية (٢). ويسمونه لذلك ، تنوين المقابلة ؛ ويقولون فى تعريفه :
__________________
(١) يلاحظ أن تثنية العلم وجمعه مذكرا يزيلان علميته ؛ فتجىء «أل» لتفيده التعريف ـ كما سنعرف فى رقم ٣ من ص ١١٨ ـ
(٢) ونرى أن النون فى جمع المذكر السالم ، والتنوين فى جمع المؤنث السالم ـ لا سبب لهما إلا نطق العرب. وكل تعليل يخالف هذا فمرفوض.
ولو صح أن النون فى جمع المذكر السالم بدل التنوين فى مفرده ، لكان من الغريب وجودها فى جمع المذكر السالم الذى لا تنوين فى مفرده ؛ بسبب منعه من الصرف ؛ مثل : الأحمدين ، والعمرين ، واليزيدين ، والأفضلين ، وأشباهها ؛ فإن مفردها ـ وهو : أحمد ، وعمر ، ويزيد ، وأفضل .. لا يدخله التنوين ؛ لأنه ممنوع من الصرف. ولكان من الغريب أيضا احتياج جمع المؤنث إلى المقابل «وهو التنوين» مع أن مفرده يخلو فى كثير من الأحوال من التنوين ؛ كفاطمة ، وزينب. على عكس جمع المذكر السالم ؛ فإن مفرده يكثر فيه التنوين. هذا إلى اعتراضات وأنواع من التناقض سببها التعليل السالف.
ومن المستحسن تسميته : «تنوين جمع المؤنث السالم» أو : الأخذ بالرأى الصائب ، الذى يرى إدماج تنوين المقابلة. فى تنوين التمكين ، لأنه منه ، برغم مخالفة بعض النحاة فى ذلك. (راجع الجزء الأول من حاشية الخضرى فى تنوين المقابلة). هذا ، وقد تركه «صاحب» المفصل ولم يذكره ، وإن كان شارحه قد عرض له).