مشابهة الحرف والفعل فى البناء وعدم التنوين (١) كان أكثر أصالة فى الاسمية ، وأشدّ تمكنا.
وبتطبيق هذا على الأقسام الأربعة السالفة يتبين أن القسم الأول أقواها جميعا فى الاسمية ، وأعلاها فى درجتها ؛ لأنه لا يشبههما فى شىء ؛ فهو معرب ؛ أما الحروف وأكثر الأفعال فمبنية. وهو منون ؛ والتنوين لا يدخل الأفعال ولا الحروف. ثم يليه فى القوة والأصالة ؛ القسم الثانى : «ب» ؛ لأنه معرب ، والحروف وأكثر الأفعال مبنية ـ كما سبق ـ لكنه يشبه الأفعال والحروف فى عدم التنوين. ثم يليه القسم الثالث : «ح» وهو أضعف من القسمين السابقين ؛ لبنائه الدائم. ولعدم تنوينه أحيانا. أما الرابع : «د» فهو أضعف الأقسام كلها ، لأنه مبنى دائما ، ولا ينون مطلقا. فاجتمع فى القسم الأول العاملان الدالان على التباعد وعدم المشابهة ، أما القسم الثانى فليس فيه إلا عامل واحد ؛ لهذا يسمى القسم الأول : «المتمكن الأمكن» ، أى : القوىّ فى الاسمية ، الذى هو أقوى أصالة فيها ، وأثبت مكانة من غيره. ويسمى التنوين الذى يلحقه : تنوين «الأمكنية» أو : «الصرف» ويقولون فى تعريفه ـ «إنه التنوين الذى يلحق آخر الأسماء المعربة المنصرفة ؛ ليدل على خفتها (٢) ، وعلى أنها أمكن ، وأقوى فى الاسمية من غيرها» كما يسمى القسم الثانى : «المتمكن» فقط. وما عداهما فغير متمكن.
* * *
النوع الثانى : تنوين التنكير :
وهو «الذى يلحق ـ فى الأغلب (٣) ـ بعض الأسماء المبنية ؛ ليكون وجوده دليلا على أنها نكرة. وحذفه دليلا على أنها معرفة» (٤) وهو الذى سبق إيضاحه وشرحه فى القسم الثالث : «ح» من الأسماء.
__________________
(١) أو فى غيرهما ؛ كبعض الظواهر الخاصة التى تظهر فى الفعل ـ فى رأيهم ـ كما سبق فى رقم ١ من هامش ص ٣٣.
(٢) أثر هذا التنوين فى الخفة وغيرها مفصل فى موضعه الأنسب ج ٤ باب «ما لا ينصرف».
(٣) الأغلب أنه يلحق بعض الأسماء المبنية. ولكنه قد يلحق بعض الأسماء المعربة المنصرفة للسبب السابق فى الرقم : «٢» من هامش ص ٣٢ وللبيان الذى فى رقم ٢ من هامش ص ٢٦٤.
(٤) لم نذكر فى التعريف : «أنه يلحق الأسماء المبنية» ـ مع أن الغالب لحاقه بها ، لأنه قد يلحق الأسماء المعربة غير المنصرفة لغرض أوضحناه فى رقم ٢ من هامش ص ٣٣ وللبيان الذى فى هامش ص ٢٦٤ فتقييد الأسماء بأنها «مبنية» غير صحيح.