زيادة وتفصيل :
يقتضى المقام أن نعرض لمسائل هامة تتصل بما نحن فيه. منها : تعدد الموصول ، والصلة ـ حذفها ـ حذف الموصول ـ اقتران الفاء بخبر اسم الموصول ، والتفريعات المتصلة بذلك ـ حذف العائد (ولهذا بحث مستقل فى ٣٥٧).
وإليك الكلام فى هذه المسائل.
(ا) تعدد الموصول والصلة :
١ ـ قد يتعدد الموصول (١) من غير أن تتعدد الصلة ؛ فيكتفى موصولان أو أكثر بصلة واحدة. ويشترط فى هذه الحالة أن يكون معنى الصلة أمرا مشتركا بين هذه الموصولات المتعددة ، لا يصح أن ينفرد به أحدها ، دون الآخر ، وأن يكون الرابط مطابقا لها باعتبار تعددها. مثل : فاز بالمنحة «الذى» «والتى» أجادا ، وأخفق «الذين واللاتى» أهملوا. ففى المثال الأول وقعت الجملة الفعلية : (أجادا) صلة لاسمى الموصول : «الذى» و «التى». ولا يصح أن تكون صلة لأحدهما بغير الآخر ؛ لاشتراكهما معا فى معناها ؛ ولأن الرابط مثنى لا يطابق أحدهما وحده ، وإنما لوحظ فيه أمرهما معا (٢). وكذلك الشأن فى المثال الآخر.
٢ ـ قد تتعدد الموصولات وتتعدد معها الصلة ؛ فيكون لكل موصول صلته ؛ إما مذكورة فى الكلام ، وإما محذوفة (٣). جوازا ، وتدل عليها صلة أخرى مذكورة ، بشرط أن تكون المذكورة صالحة لواحد دون غيره ؛ فلا تصلح لكل موصول
__________________
(١) بنوعيه الاسمى والحرفى.
(٢) مع مراعاة التغليب فى بعض نواحى المطابقة ؛ كالتذكير فى المثالين المذكورين. والتغليب جائز عند وجود قرينة ، (كما أوضحنا فى رقم ٤ من هامش ص ١٠٩ وفى رقم ١ من هامش ص ١٢٧).
(٣) لا يجوز حذف صلة الموصول الحرفى إلا إذا بقى معمولها ؛ مثل : أما أنت منطلقا انطلقت ، أى : لأن كنت منطلقا انطلقت. فحذفت «كان» وبقى معمولها ... كما هو موضح فى آخر باب كان عند الكلام على حذفها ص ٥٢٦ ـ ومثل قولهم : «كلّ شىء مهه ما ، النساء وذكرهنّ»
أى : ما عدا النساء وذكرهن. يريد كل شىء سهل يسير ، قد يحتمله الحر ، ويصبر عليه ـ ما خلا التعرض لنسائه ، والتحدث عنهن ... وهذه أمثلة مسموعة بكثرة تبيح القياس عليها ؛ بقرينة تدل على المحذوف ، ولا تدع مجالا لخفائه ـ كما سنعرف ـ فكلمة : «ما» هنا موصول حرفى.