والحدوث (١) ، شبها صريحا ؛ أى : قويّا خالصا (بحيث يمكن أن يحل الفعل محله) ولم تغلب عليه الاسمية الخالصة. وهذا ينطبق على اسم الفاعل ـ ومثله صيغ المبالغة ـ واسم المفعول ؛ لأنهما ـ باتفاق ـ يفيدان التجدد والحدوث ؛ مثل قارئ ، فاهم : ، زرّاع ، مقروء ، مفهوم (٢) ... ، وتكون الصفة الصريحة مع فروعها صلة «أل» خاصة ؛ فلا يقعان صلة لغيرها ، ولا تكون «أل» اسم موصول مع غيرهما على الأشهر (٣). تقول : انتفع القارئ ـ سما الفاهم ـ اغتنى
__________________
(١) لذلك يقولون عنها إنها اسم فى اللفظ ، فعل فى المعنى ، ويعطف عليها الفعل ؛ مثل قوله تعالى : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ ...)
(٢) أما الصفة المشبهة ففيها خلاف عنيف ـ عرضوه فى أول باب : «الإضافة» عند الكلام على المضاف الذى يشبه : «يفعل» ، والإضافة المحضة وغير المحضة. ووجه منعها أن تكون صلة : «أل» ومخالفتها لاسم الفاعل واسم المفعول الأصليين أنها لا تؤول بالفعل ، لأنها للثبوت ، والفعل للتجدد والحدوث ومن ثم كانت «أل» الداخلة على اسم التفضيل ليست موصولة. ووجه الجواز مشابهتها الفعل فى رفعها الاسم الظاهر.
(٣) بشرط دلالتهما على الحدوث. فلو قامت قرينة على أنهما للدوام وجب اعتبار «أل» التى فى صدرهما للتعريف ؛ لأنهما مع الدوام يعتبران «صفة مشبهة» ؛ كالمؤمن ، والمهندس ، والصانع.
وإنما قلنا : «على الأشهر» ، لأن بعض القبائل العربية قد يدخل «أل» على الجملة المضارعية ؛ فتكون هذه الجملة هى الصلة. ومن أمثلتها ؛ قول الشاعر :
ما أنت بالحكم الترضى حكومته |
|
ولا الأصيل ولا ذو الرّأى والجدل |
أى : الذى ترضى حكومته. (مع ملاحظة أن «أل» الداخلة على تاء المضارع يجوز إدغامها فى التاء وعدم إدماغها ، بخلاف «أل» الحرفية ـ وسيجىء الكلام عليها فى ص ٣٨٣ ـ فإنها تدغم فى التاء عند دخولها عليها فى مثل : التمر ـ التراب ـ التبر ... وغيرها من الأسماء أو الأفعال ، كدخولها على مضارع مبدوء بالتاء ، وقد صار علما مجردا. (أى : اسما محضا لا يدل على معنى الفعل ، ولا على زمنه) مثل الأعلام «تشكر» و «تسعد» و «تعز» نقول : التشكر ، والتسعد ، والتعز ...).
ومنهم من يدخلها على الجملة الاسمية ويجعل هذه الجمله صلة ، مثل : قول الشاعر :
من القوم الرّسول الله منهم |
|
لهم دانت رقاب بنى معدّ |