وفى الإلغاء الحقيقى تحذف ألف «ما» الاستفهامية فى حالة الجر مثل : عمّ «ذا» سألت؟ تطبيقا للقاعدة المعروفة ؛ (وهى : حذف ألف «ما» الاستفهامية عند جرها). بخلاف الإلغاء الحكمى لأن أداة الاستفهام فيه هى «ماذا» وليست «ما».
(ب) لا يقتصر إلغاء «ذا» على تركيبها مع «ما» أو «من» الاستفهاميتين فذلك هو الغالب ـ كما قلنا (١) ـ ؛ فقد يقع الإلغاء بتركيبها مع «ما» أو «من» الموصولتين ، أو النكرتين الموصوفتين ؛ فتنشأ كلمة واحدة هى : «ماذا» أو : «من ذا» فنعربها اسم موصول ، أو نكرة موصوفة. فالأولى مثل قول الشاعر :
دعى ما ذا علمت سأتقيه |
|
ولكن بالمغيّب خبّرينى |
فماذا ، كلها اسم موصول مفعول «دعى». وصلته جملة : «علمت» لا محل لها. ويرى «الفارسى» وأصحابه أن «ماذا» نكرة موصوفة. مفعول «دعى» وليست موصولة : لأن «ماذا» كلمة واحدة ، ولكنها مركبة من شطرين ؛ والتركيب كثير فى أسماء الأجناس ـ ومنها النكرة الموصوفة ـ ، قليل فى أسماء الموصول ، وتكون جملة : «علمت» فى محل نصب صفة النكرة. أى : دعى شيئا علمته.
مما تقدم نعلم أننا إذا أردنا إعراب مثل : «ماذا رأيته فى المعرض»؟ أو : «من ذا رأيته؟» جاز لنا أن نجعل «ماذا» و «من ذا» بشطريهما كلمة واحدة ، اسم استفهام مبتدأ. وأن نجعل «ما» أو «من» استفهام مبتدأ و «ذا» زائدة لا محل لها من الإعراب. ويجوز أن تكون «ذا» فى الحالتين السالفتيين اسم موصول بمعنى الذى ، خبر. ويجوز فى أمثلة أخرى أن تكون «ماذا» و «من ذا» بشطريهما موصولتين أو نكرتين موصوفتيين على حسب ما أوضحنا ... و... و...
ويظهر أثر الإلغاء وعدمه فى توابع الاستفهام ؛ كالبدل منه ؛ وفى الجواب عنه. ففى مثل : ماذا أكلت؟ أتفاحا أم برتقالا؟ بنصب كلمة ؛ «تفاح» يكون النصب دليلا على أن الإلغاء هنا حكمى (٢) ؛ لأن «ماذا» مفعول مقدم «لأكلت». أما لو قلنا : ماذا أكلت؟ أتفاح أم برتقال؟ فإن كلمة «التفاح»
__________________
(١) فى ص ٣٢٢.
(٢) ويصح أن يكون حقيقيا.