أما ألفاظ القسم العام (وهو المشترك) فأشهرها : ستة ، لا يقتصر واحد منها على نوع مما سبق فى القسم الخاص ؛ وإنما يصلح لجميع الأقسام من غير أن تتغير صيغته اللفظية (١). فكل اسم من الموصولات المشتركة ثابت على صورته ، لا يتغير مهما تغيرت الأنواع التى يدل عليها ؛ لأنه مبنى ، وبناؤه على السكون ، إلا لفظة : «أىّ» فإنها قد تبنى ، وقد تعرب ، ـ كما سيجىء فى ص ٣٢٧ ـ
ولما كان كل اسم من هذه الأسماء المشتركة صالحا للأنواع المختلفة كان الذى يوضح مدلوله ويميز نوع المدلول هو ما يجىء بعده من الضمير ، أو غيره من القرائن التى تزيل أثر الاشتراك (٢).
وإليك الألفاظ الستة ، ونواحى استعمالها :
(ا) من (٣) : أكثر استعمالها فى العقلاء ، نحو : خير إخوانك من واساك ، وخير منه من كفاك شرّه. وقول الشاعر :
ولا خير فيمن لا يوطّن نفسه |
|
على نائبات الدهر حين تنوب |
وتكون للمفرد بنوعيه ، والمثنى والجمع بنوعيهما : تقول : غاب من كتب ، ومن كتبت ـ ومن كتبا ، ومن كتبتا ، ومن كتبوا ، ومن كتبن.
وقد تستعمل فى غير العقلاء فى الأحوال الآتية :
(ا) إذا كان الكلام يدور فى شىء له أنواع متعددة ، مفصلة بكلمة :
__________________
ـ لضرب من إصلاح اللفظ ؛ وذلك أن : «الذى» وأخواته مما فيه «أل» إنما دخل توصلا إلى وصف المعارف بالجمل ، وذلك أن الجمل نكرات ، ألا ترى أنها تجرى أوصافا على النكرات ، نحو قولك : مررت برجل أبوه زيد ، ونظرت إلى غلام قام أخوه ، وصفة النكرة نكرة. فلما كانت تجرى أوصافا على النكرات لتنكرها أرادوا أن تكون فى المعارف مثل ذلك ؛ فلم يسغ أن تقول : مررت بزيد أخوه كريم ، وأنت تريد النعت لزيد لأنه قد ثبت أن الجمل نكرات ، والنكرة لا تكون وصفا للمعرفة. ولم يمكن إدخال «أل» التى للتعريف على الجملة لأن «أل» هذه من خواص الأسماء ، والجملة لا تختص بالأسماء إلا أن لفظ «الذى» قبل دخول «أل» لم يكن على لفظ أوصاف المعارف فزادوا فى أوله «أل» ليحصل لهم بذلك لفظ المعرفة الذى قصدوه ، فيتطابق اللفظ والمعنى ...)» اه. وقد سبقت الإشارة لبعض ما سبق فى هامش ص ١٠١.
وكل ما تقدم فخيالى محض لا يعرف العربى الأصيل عنه شيئا. أما التعليل الحق فهو كلام العرب وحده.
(١) أى : مادته المكونة من الحروف وضبطها ...
(٢) سيجىء توضيح هذا وتفصيله عند الكلام على صلة الموصول ، والرابط ص ٣٣٧ م ٢٧ ـ
(٣) يتردد ذكرها أحيانا فى اصطلاح النحاة باسم «من» المعرفة الناقصة ، يريدون : «من التى هى اسم موصول. ومثلها : «ما» الموصولة ؛ حيث يطلق عليها اسم. ـ ما» المعرفة الناقصة ، ـ كما سيجىء فى رقم ١ من هامش ص ٣١٦ ـ