أولات فضل ، عرفت أولات فضل ، احترمت أولات فضل.
وكلمة : «أولات» مضافة (١) دائما ؛ ولهذا ترفع بالضمة من غير تنوين ، وتنصب وتجر بالكسرة من غير تنوين أيضا ؛ ومثلها : «اللّات» (اسم موصول لجمع الإناث) ، عند من يلحقها بجمع المؤنث (٢) ، ولا يبنيها على الكسر ، كالإعراب المشهور ، يقول : جاءت اللات تعلمن ، ورأيت اللات تعلمن ، وفرحت باللات تعلمن ؛ فاللات عنده اسم جمع لكلمة : (التى).
ثانيهما : ما سمى به من هذا الجمع (٣) وملحقاته ، وصار علما لمذكر أو مؤنث بسبب التسمية ؛ مثل : سعادات ، وزينبات ، وعنايات ، ونعمات ، وأشباهها مما صار علما على رجل أو امرأة. ومثل : عرفات ؛ (اسم مكان بقرب مكة) ، وأذرعات (اسم قرية بالشام). وغير ذلك ، مما لفظه لفظ جمع المؤنث ، ولكن معناه مفرد مذكر أو مؤنث. مثل : سافرت سعادات ، ورأيت سعادات ، واعترفت لسعادات بالفضل. فهذا النوع يعرب بالضمة رفعا ، وبالكسرة نصبا وجرّا ، مع التنوين (٤) فى كل الحالات ؛ مراعاة لناحيته الفظية الشكلية التى جاءت على صورة جمع المؤنث السالم ، مع أن مدلولها مفرد.
وبعض العرب يحذف التنوين ، وبعضهم يعربه بالضمة رفعا من غير تنوين ،
__________________
(١) وإضافتها لا تكون إلا لاسم جنس ظاهر (مثل : علم ، فضل ، أدب. أما غير الظاهر فلا تضاف إليه ؛ كالضمير الذى يعود على اسم جنس ؛ فلا يصح الفضل أولاته الأمهات) ومن أمثلة «أولات» قوله تعالى : (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ ...) «فأولات» خبر كان ؛ منصوب بالكسرة ، واسمها : نون النسوة المدغمة مع نون كان. «ويقول النحاة. أصل كان هنا : كون ، بضم الواو بعد تحويل الفعل إلى باب : فعل. استثقلت الضمة على الواو فنقلت منها إلى الكاف بعد حذف الفتحة ، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين!! والتكلف فى هذا ظاهر ، لا داعى له ، فخير منه أن نقول : إن العرب تضم الكاف من «كان» وتحذف الألف عند إسنادها لنون النسوة ، أو لضمير رفع متحرك من غير أن يكون لهذا علة إلا نطقهم.
(٢) لا داعى للأخذ بهذه اللغة اليوم للأسباب التى نرددها كثيرا.
(٣) فى رقم ١ من هامش ص ١٣٧ بيان السبب فى التسمية بالمثنى وبالجمع.
(٤) لكن كيف يوجد التنوين فى هذا النوع مع وجود ما يوجب منعه من الصرف ؛ وهو : العلمية والتأنيث المعنوى فى مثل : «سعادات» وأشباهها من كل لفظ على صيغة جمع المؤنث وسمى به مفرده؟ (وقلنا التأنيث المعنوى ، لأن التاء الموجودة تاء مفتوحة ليست هى التى تدل على تأنيث اللفظ ، وإنما الذى يدل على تأنيث اللفظ هو التاء المربوطة التى أصلها هاء).
يجيب النحاة عن هذا بأن التنوين هنا للمقابلة ، لا للصرف ، لأن الكلمة منقولة من جمع المؤنث ؛ وتنوين المقابلة لا يحذف عند وجود ما يقتضى منع الاسم من الصرف (وقد سبق الرأى فى هذا النوع من التنوين ص ٤٠) وسيجىء رأى أنسب وأضبط وهو : حذف التنوين منه ـ إذا كان علما لمؤنث ـ مراعاة للعلمية والتأنيث المعنوى ؛ مع جره بالفتحة فينطبق عليه حكم الممنوع من الصرف. ويحسن الأخذ ـ