ويجر بالكسرة ، كما فى الأمثلة السابقة (١) ، وأشباهها. كل هذا بشرط أن تكون الألف والتاء زائدتين معا ؛ فإن كانت الألف زائدة والتاء أصلية ؛ ـ مثل : بيت وأبيات ، وقوت وأقوات ، وصوت وأصوات ، ووقت وأوقات ... ـ لم يكن جمع مؤنث سالما ، ولم ينصب بالكسرة ؛ وإنما هو جمع تكسير ، ينصب بالفتحة. وكذلك إن كانت ألفه أصلية والتاء زائدة ، ـ مثل : سعاة (٢) : جمع ساع ، ورماة : جمع رام ، ودعاة : جمع داع ، وأشباهها ـ ؛ فإنه يدخل فى جموع التكسير التى تنصب بالفتحة.
ملحقاته :
ألحق بهذا الجمع نوعان ، أولهما : كلمات لها معنى جمع المؤنث ولكن لا مفرد لها من لفظها ؛ وإنما لها مفرد من معناها ، فهى اسم جمع (٣) ، مثل «أولات» ومفردها : «ذات» ، بمعنى صاحبة ، فمعنى كلمة : «أولات» هو : صاحبات. تقول : الأمهات
__________________
(١) مع التنوين فى كل الحالات ـ إن لم يمنع منه مانع آخر ؛ كالإضافة ـ وهو تنوين المقابلة الذى سبق إيضاحه فى ص ٤٠ وهناك لغة تنصبه بالفتحة إن كان مفرده محذوف اللام (وهى : الحرف الأخير من أصول الكلمة) ولم ترد هذه اللام عند الجمع ، مثل : سمعت لغات العرب ، وأكرمت بناتهم ؛ لأن المفرد فيهما : لغة ، وبنت ؛ وأصلهما «لغو» و «بنو». حذفت الواو فيهما ، ولم ترجع فى الجمع. فإن ردت اللام فى الجمع مثل : سنوات ، وسنهات ، فى جمع سنة ، وجب نصبه بالكسرة. إلا عند الكوفيين ـ ورأيهم هنا ضعيف ـ فإنهم يجيزون نصبه بالفتحة مطلقا ، سواء أحذفت لامه أم لم تحذف.
ومن النحاة من يعد كلمة : «بنات» جمع تكسير. وحجته أن مفردها : «بنت» قد دخله التغيير عند الجمع ، وهذا شأن المفرد عند جمعه تكسيرا لا جمعا مؤنثا سالما أصيلا (راجع التصريح ج ١. باب الفاعل ، عند الكلام على تأنيث الفعل لأجل فاعله) والأكثرية تعتبرها جمع مؤنث.
ومن المستحسن جدا إهمال هذه اللغات ، والاقتصار على أكثر اللغات شيوعا وأشدها جريانا فى الأساليب السامية ، وهى اللغة الأولى. وإنما نذكر غيرها ليستعين بمعرفتها المتخصصون فى فهم النصوص القديمة ، دون استعمالها. «ملاحظة» بهذه المناسبة نذكر أن المفرد الذى يراد جمعه بالألف والتاء الزائدتين إن كان محذوف اللام بغير تعويض همزة الوصل عنها ، فإن لامه ترجع فى الجمع إن كانت ترجع فى الإضافة فإن لم ترجع فى الإضافة فإنها لا ترجع فى الجمع ... أى : أن حكمها من جهة رجوعها فى الجمع هو حكم رجوعها عند الإضافة كما سبقت الإشارة فى رقم ٣ من هامش ص ١٠٢. والبيان فى «ح» من ص ١٢٣
(٢) أصل سعاة : سعية ؛ (على وزن فعلة) ، تحركت الياء وانفتح ما قبلها ، فقلبت ألفا ، فصارت سعاة ؛ فألفها أصلية ؛ لأنها منقلبة عن حرف أصلى ، وهو الياء التى أصلها لام الفعل : سعى ؛ لأنه يائى اللام ، تقول : سعيت سعيا. ومثلها : رماة ؛ فأصلها : رمية ؛ تحركت الياء وانفتح ما قبلها ، فقلبت ألفا ، والفعل رمى يائى اللام أيضا ؛ تقول : رميت رميا.
أما دعاة ، فأصلها : دعوة ؛ تحركت الواو وانفتح ما قبلها ؛ فقلبت ألفا والفعل «دعا» واوى اللام ؛ تقول : دعوت دعوة ... فالألف هنا أصيلة ، لأنها منقلة عن واو أصلية.
(٣) سبق تعريفه فى رقم ١ من ص ١٣٤