الكلام (أو : الجملة):
هو : «ما تركب من كلمتين أو أكثر ، وله معنى مفيد مستقل» (١). مثل : أقبل ضيف. فاز طالب نبيه. لن يهمل عاقل واجبا ...
فلا بد فى الكلام من أمرين معا ؛ هما : «التركيب» ، و «الإفادة المستقلة» فلو قلنا : «أقبل» فقط ، أو : «فاز» فقط ، لم يكن هذا كلاما ؛ لأنه غير مركب. ولو قلنا : أقبل صباحا ... أو : فاز فى يوم الخميس ... أو : لن يهمل واجبه ... ، لم يكن هذا كلاما أيضا ؛ لأنه ـ على رغم تركيبه ـ غير مفيد فائدة يكتفى بها المتكلم أو السامع ...
وليس من اللازم فى التركيب المفيد أن تكون الكلمتان ظاهرتين فى النطق ؛ بل يكفى أن تكون إحداهما ظاهرة ، والأخرى مستترة ؛ كأن تقول للضيف : تفضل. فهذا كلام مركب من كلمتين ؛ إحداهما ظاهرة ، وهى : تفضل (٢) ، والأخرى مستترة ، وهى : أنت (٣). ومثل : «تفضل» : «أسافر» ... أو :
__________________
(١) (ا) إذا وقعت الجملة الخبرية صلة الموصول ، أو نعتا ، أو حالا ، أو تابعة لشىء آخر ـ فإنها لا تسمى جملة ؛ لأنها تسمّى خبرية بحسب أصلها الأول الذى كانت مستقلة فيه. فإذا صارت صلة ، أو تابعة لغيرها لم يصح تسميتها : «خبرية» ؛ إذ لا يكون فيها حكم مستقل بالسلب أو الإيجاب ، تنفرد به ، ويقتصر عليها وحدها. بل هى لذلك لا تسمى : «كلاما» ولا «جملة» ؛ فعدم تسميتها جملة خبرية من باب أولى .. ومثلها الجملة الواقعة خبرا ، ... فلا تسمّى واحدة من كل ما سبق كلاما ولا جملة ، إذ ليس لها كيان معنوى مستقل. ـ كما سيجئ عند الكلام على صلة الموصول رقم ٣ من هامش ص ٣٣٦ م ٢٧. ـ
(ب) وكذلك إذا خرجت الجملة عن أصلها الذى شرحناه فصارت علما على مسمى معين ؛ فإنها فى حالتها الجديدة لا تسمى جملة. ومن هذا بعض الأعلام الشائعة اليوم ؛ مثل : فتح الله ـ زاد المجد ـ بهر النور ـ الحسن كامل ـ ... فكل واحدة من هذه الألفاظ كانت فى أصلها جملة خبرية ثم صارت بعد التسمية بها نوعا من اللفظ المفرد لا يدل جزء اللفظ منها على جزء من المعنى الأول فتحولت مفردة بالوضع ـ راجع شرح المفصل ج ١ ص ١٨ معنى الكلم. ـ
(٢) فعل الأمر.
(٣) فاعله. ولما كان الكلام هنا مفيدا ولا يظهر منه فى النطق إلا الفعل ، والفعل لا بد له من فاعل ـ وجب التسليم بأن الكلمة الثانية مستترة.