فيه إلا التثنية إذا ضممت منه واحدا إلى مثله ؛ نحو أعجبت بثوبيكما ... وسلمت على غلاميكما ... إذا كان لكل واحد ثوب وغلام. ولا يجوز الجمع فى مثل هذا ؛ منعا للإيهام واللبس ؛ إذ لو جمع لأوهم أن لكل واحد أثوابا وغلمانا. وهو غير المراد (١). وكذلك لا يجوز الإفراد ؛ للسبب السالف.
ح ـ سبق الكلام على منع تثنية جمع المذكر وجمعه بطريقة مباشرة فيهما ، وإباحة ذلك عند التسمية به (٢) ... فهل يجوز تثنية جمع التكسير ، وجمعه؟ فريق قال : إن جمعه مقصور على السماع (٣). أما تثنيته فملخص الرأى (٤) فيها عنده أن القياس يأبى تثنية الجمع ، وذلك أن الغرض من الجمع الدلالة على الكثرة العددية ، والتثنية تدل على القلة ؛ فهما متدافعان ، ولا يجوز اجتماعهما فى كلمة واحدة. وقد جاء شىء من ذلك ـ عن العرب ـ على تأويل الإفراد ؛ قالوا : إبلان ، وغنمان. وجمالان. ذهبوا بذلك إلى القطيع الواحد ، وضموا إليه مثله فثنوه ... وما دام القياس يأباه فالأحسن الاقتصار فيه على السماع (٥).
وفريق آخر ـ كما سيجىء (٦) ـ يميل إلى إباحة الجمع فيما يدل على القلة ، دون ما يدل على الكثرة.
والأفضل الأخذ بالرأى القائل إن الحاجة الشديدة قد تدعو أحيانا إلى جمع الجمع ، كما تدعو إلى تثنيته ؛ فكما يقال فى جماعتين من الجمال : جمالان ـ كذلك يقال فى جماعات منها : جمالات. وإذا أريد تكسير جمع التكسير روعى فيه ما نصوا عليه فى بابه(٧).
__________________
(١) راجع الجزء الرابع من شرح المفصل ص ١٥٥.
(٢) فى ص ١٤٠ ، ١١٨.
(٣) بيان ذلك فى موضعه الخاص من باب جمع التكسير ج ٤
(٤) راجع الجزء الرابع من شرح المفصل ص ١٥٣.
(٥) سبقت الإشارة لهذا فى ص ١١٨.
(٦ ، ٦) فى ج ٤ ص ٥٠٥ م ١٧٤