الجمع ، مفتوحتها فى المفرد ، وهو : «سنة» ، فضلا عن أنها لمؤنث غير عاقل أيضا ، ـ وأصلها «سنة» أو «سنو» ، بدليل جمعهما على «سنهات» و «سنوات» ـ ثم حذفت لام الكلمة ، (وهى الحرف الأخير منها) ، وعوض عنه تاء التأنيث المربوطة ، ولم ترجع الواو عند الجمع. ـ
ومن الكلمات الملحقة بهذا الجمع سماعا (١) ، والتى تدخل فى باب «سنة» كلمة : عضة ، وجمعها : عضون (بكسر العين فيهما). وأصل الأولى : «عضه ، بمعنى : كذب وافتراء. أو : عضو. بمعنى : تفريق. يقال فلان كلامه عضه ، أى : كذب ، وعمله عضو بين الأخوان ، أى : تفريق وتشتيت ؛ فلام الكلمة هاء ، أو واو. ومثلها «عزة» ، جمعها : عزون (بالكسر فيهما). والعزة : الفرقة من الناس ، وأصلها عزى ؛ يقال : هذه عزة تطلب العلم ... وأنتم عزون فى ميدان العلم. وأيضا : «ثبة» بالضم ، وجمعها : ثبون ، بضم أول الجمع أو كسره. والشّبة «الجماعة» ، وأصلها ثبو ، أو : ثبى ، يقال : الطلاب مختلفون : ثبة مقيمة. وثبة مسافرة ، وهم ثبون (٢).
وعلى ضوء ما سبق نعرف السبب فى تسمية تلك الكلمات المسموعة بجمع التكسير ، لأن تعريفه وحده هو الذى ينطبق عليها ، دون غيره من جمعى التصحيح ؛ إذ هو «ما تغيّر فيه بناء الواحد» وقد تغير بناء واحدها (٣).
__________________
(١) لأن باب «سنة» (أى : ما يشبهها ...) سماعى ... وهذه القيود الموضوعة له إنما هى لضبط ما سمع ، لا لقياسيته ؛ فالأمر فيه كغيره مسموع.
(٢) الغالب فى باب «سنة» وأخواتها : أن ما كان منه مفتوح الفاء فى المفرد فإنه يكسر فى الجمع ؛ مثل : سنة وسنين. وما كان مكسور الفاء فى المفرد لم يتغير فى الجمع ؛ مثل : مائة ومئين. وما كان مضموم الفاء يجوز فيه الكسر والضم ، مثل : ثبة وثبين.
(٣) وكذلك نعرف السبب فى امتناع جمع الكلمات الآتية جمع مذكر سالما ، وفى عدم إدخالها فى ملحقاته.
ا ـ تمرة ، لعدم وجود حذف فيها.
ب ـ عدةة وزنة ، غير علمين ، لأن المحذوف من كل واحدة هو فاء الكلمة ، فأصل الأولى «وعد». والثانية : «وزن» ، حذفت الفاء وعوض عنها تاء التأنيث المربوطة. أما إن كانا علمين ، للمذكر فإنه يجوز جمعهما بعد حذف التاء من آخرهما بالصورة التى سبقت فى «ا» من ص ١٣٢.
ح ـ اسم (وأصلها : «سمو». بضم السين وكسرها ، وسكون الميم) وأخت وبنت ، وأصلهما : «أخرو». و «بنو» ، على المشهور فيهما ؛ حذفت اللام فى الثلاثة ، وعوض عنها الهمزة فى أول كلمة : اسم ، وسكنت السين ، وعوضت التاء المفتوحة لا المربوطة فى الأخيرتين. وشذ : بنون.