«عالمون» إما اسم جمع لكلمة : «عالم» وليس جمعا له ؛ وإمّا جمعا له غير أصيل ولكن بتغليب المذكر العاقل على غيره. وفى هذه الحالة لا تكون جمع مذكر سالما حقيقة ؛ لأن اللفظة ليست علما ولا صفة ، وإنما تلحق به كغيرها مما فقد بعض الشروط.
ثانيها : من الكلمات المسموعة ، ما لا واحد له من لفظه ولا من معناه ، وهى : عشرون (١) ، وثلاثون ، وأربعون ، وخمسون ، وستون ، وسبعون ، وثمانون ، وتسعون ، وهذه الكلمات تسمى : «العقود العددية» وكلها أسماء جموع أيضا.
ثالثها : كلمات مسموعة أيضا ؛ ولكن لها مفرد من لفظها. وهذا المفرد لا يسلم من التغيير عند جمعه ، فلا يبقى على حالته التى كان عليها قبل الجمع ؛ ولذلك يسمونها ، جموع تكسير (٢) ، ويلحقونها بجمع المذكر فى إعرابها بالحروف ؛ مثل : بنون ، وإحرّون ، وأرضون ، وذوو ، وسنون وبابه (٣). فكلمة : «بنون» : مفردها. «ابن» حذفت منه الهمزة عند الجمع ، وتحركت الباء ؛ وكلمة : «إحرّون» «مفردها : «حرّة» (٤) ، زيدت الهمزة فى جمعها. «وأرضون» (بفتح الراء) لا مفرد لها إلا : أرض (بسكونها) ؛ فتغيرت حركة الراء عند الجمع من سكون إلى فتح. هذا إلى أن المفرد مؤنث ، وغير عاقل. و «ذوو» فى الجمع مفتوحة الذال ، مع أن مفردها : «ذو» مضموم الذال. «وسنون» مكسورة السين فى
__________________
(١) ولا يقال إن عشرين مفردها : عشر ؛ لئلا يلزم على ذلك صحة إطلاق عشرين على ثلاثين ، وإطلاق ثلاثين على تسعة ، وهكذا ... ، ذلك لأن أقل الجمع النحوى ـ لا اللغوى ـ ثلاثة ، من مفرده ؛ فلو كان مفرد العشرين هو : «عشر» لكانت عشرون صادقة على (٣* ١٠) أى : ثلاث عشرات على الأقل ، ومجموعها يساوى ثلاثين. ولو كان مفرد الثلاثين هو : «ثلاث» لكانت الثلاثون صادقة على ٣* ٣ أى : على تسعة ، وهكذا مما هو ظاهر الفساد ...
(٢) لأن جمع التكسير هو الذى يتغير فيه صيغة المفرد حتما ، ولا يبقى مفرده سليما عند الجمع ؛ فلا بد فيه من تغيير ؛ إما فى عدد حروفه فقط ، وإما فى حركاته فقط ، وإما فيهما معا. بخلاف جمع المذكر السالم الحقيقى ، فإن صيغة مفرده لا يدخل عليها تغيير بعد الجمع إلا للإعلال ، ونحوه.
(انظر رقم ١ من هامش ص ١٢٥)
(٣) المراد من باب : «سنة» كل اسم ثلاثى حذفت لامه ، وعوض عنها تاء التأنيث المربوطة ، ولم يعرف له عند العرب جمع تكسير معرب بالحركات ، ولم يعرف له ـ أيضا ـ مفرد مذكر ورد عنهم مجموعها بالواو والنون ، أو بالياء والنون. وبالشرط الأخير خرج نحو : «هنة» فإن مذكرها. ـ وهو : «هن» ـ ورد عن العرب مجموعا جمع المذكر ، فلو جمعت كلمة. «هنة» جمع مذكر أيضا لالتبس المؤنث بالمذكر.
(٤) أرض ذات حجارة مجوفة سود ؛ كأنها أحرقت بالنار.