كلمة : «عشر» وكذا «عشرة» فاسم مبنى على الفتح لا محل له ؛ لأنه بدل من نون المثنى الحرفية (١). أم مضافين إلى ظاهر ، نحو جاءنى اثنا كتبك ، وثنتا رسائلك ، أم أضيفا إلى ضمير ، نحو غاب اثناكما ، وحضرت ثنتاكما ، لكن الصحيح عند إضافتهما للظاهر أو للضمير أن يراد بالمضاف إليه شىء غير المراد من اثنا وثنتا أى : غير المراد من المضاف ؛ فلا يقال حضر اثنا محمود وصالح ، ولا حضر اثناكما ، إذا كان مدلول المضاف إليه فى الحالتين هو مدلول «اثنا» ، أى : مدلول المضاف ، لأنه فى هذه الحالة يؤدى ما تؤديه «اثنان» : و «اثنتان» ومعناه هو معناهما ؛ فالإضافة لا فائدة منها ؛ إذ هى ـ كما سبق (٢) ـ من إضافة الشىء إلى نفسه ؛ فلا حاجة إليها ، بخلاف ما لو قلنا : جاء اثنا المنزل ، إذا كان المراد صاحبيه ، وجاءت ثنتا المنزل ، إذا كان المراد صاحبتيه ، وجاء اثناكما ، وجاءت اثنتاكما ، والقصد : خادمتا كما ، أو سيارتاكما ... وجاء اثناه واثنتاه ، واثناكم واثنتاكم ... فإن المراد من المضاف هنا غير المراد من المضاف إليه ، وكذلك ما يكون الضمير فيه للمفرد أو الجمع ، نحو : اثناك واثناكم ... وهكذا فلا بد فى المضاف إليه (سواء أكان اسما ظاهرا أم ضميرا) أن يدل على غير الذى يدل عليه المضاف ؛ وهو ؛ الكلمتان : اثنان واثنتان ، وقد سبقت الإشارة لهذا (٣) ...
ز ـ إذا أضيف المثنى حذفت نونه ؛ فمثل : سافر الوالدان. من غير إضافة المثنى ، تقول إذا أضفته : سافر والدا علىّ. فإذا أضيف المثنى المرفوع ـ فقط ـ إلى كلمة أولها ساكن ؛ مثل : جاءنى صاحبا الرجل ، ومكرما الضيف ... فإن علامة التثنية ـ وهى الألف ـ تحذف فى النطق حتما لا فى الكتابة. لكن ما ذا نقول فى إعرابه؟ أهو مرفوع بالألف الظاهرة فى الخط ، أم مرفوع بالألف المقدرة وهى التى حذفت لالتقاء الساكنين (لأنها ساكنة وما بعدها ساكن) والمحذوف لعلة كالثابت؟ يرجح النحاة أن نقول : إنه مرفوع بالألف المقدرة لأنهم هنا يقدمون النطق على الكتابة ويعدون هذه الحالة فى عداد حالات الإعراب التقديرى ، ونرى أنه لا داعى للأخذ بهذا الآن (٤).
__________________
(١) ستجىء إشارة لهذا فى «د» من ص ١٤١
(٢ و ٢) فى رقم ٥ من هامش ص ١١١
(٢ و ٢) فى رقم ٥ من هامش ص ١١١
(٣) كما سيأتى فى «و» من ص ١٤٣ وفى رقم ٢ من ص ١٨٤.