ولا يجمع ؛ لعدم الفائدة من ذلك. وكذلك الأسماء التى لا تستعمل إلا بعد نفى عام ، وتقتصر فى الاستعمال عليه ؛ مثل : أحد (١) ، وعريب ، تقول : ما فى الدار أحد ، وما رأيت عريبا ... (أى : أحدا)
د ـ عرفنا أن المثنى يغنى عن المتعاطفين (أى : المعطوف والمعطوف عليه) وأن ما يدل على اثنين من طريق العطف لا يسمى مثنى ؛ مثل : نجم ونجم ؛ ومن هنا لا يجوز إهمال التثنية استغناء بالعطف بالواو ، إلا لغرض بلاغى ، كإرادة التكثير فى مثل : أخذت منى ألفا وألفا ، أو بيان عدد المرات ، وما تحتويه المرة الواحدة ؛ مثل : أرسلت لك الدنانير ، ثلاثة وثلاثة. ثم أرسلت لك كتابا وكتابا (٢) ... أو : وجود فاصل ظاهر بين المعطوف والمعطوف عليه ، مثل : قرأت كتابا صغيرا ، وكتابا كبيرا ، أو فاصل مقدر ؛ كأن يكون لك أخ غائب اسمه : علىّ ، وصديق غائب اسمه : علىّ ، أيضا ، ثم تفاجأ برؤيتهما معا ، فتقول : علىّ وعلىّ فى وقت واحد!! كأنك تقول : علىّ أخى وعلى صديقى أراهما الآن!!
هذا إن كان العطف بالواو ، فإن كان بغيرها فلا تغنى التثنية ـ غالبا ـ لأن العطف بغير الواو يؤدى معانى تضيع بالتثنية ، كالترتيب فى الفاء ، تقول داخل زائر فزائر ، بدلا من دخل زائران ، وهكذا (٣).
ه ـ مما ينطبق عليه تعريف المثنى ، الضمير فى أنتما قائمان ؛ فهو دال على اثنين ، ويغنى عن أنت وأنت ، بما فى آخره من الزيادة الخاصة به ، وهى «ما» ولكنه فى الحقيقة لا يعد مثنى ، ولا ملحقا به ، لسببين :
أولهما : أنه مبنى ، وشرط المثنى أن يكون معربا ـ كما عرفنا.
وثانيهما : أن الزيادة التى فى آخره ليست هى الزيادة المشروطة فى المثنى.
و ـ من الملحق بالمثنى : «اثنان» و «اثنتان» (وفيها لغة أخرى : ثنتان) وهما ملحقان به ، فى كل أحوالهما ؛ أى : سواء أكانا منفردين عن الإضافة مثل : جاء اثنان ، جاءت اثنتان ... أم مركبين مع العشرة ؛ مثل : انقضى اثنا عشر يوما ، واثنتا عشرة ليلة (فتعرب اثنا واثنتا على حسب الجملة إعراب المثنى. أما
__________________
(١) انظر البيان الخاص بكلمة : «أحد» فى رقم ٢ من هامش ص ١٨٩.
(٢) انظر ـ ه ـ من ص ١٤٣ لأهميته. وأما بيانه كاملا ففى الجزء الرابع : باب العدد.
(٣) ويلاحظ ما سبق فى رقم ٣ من هامش الصفحة السابقة.