شخصا واحدا معينا ، ولا يثنى إلا عند اشتراك عدة أفراد فى اسم واحد (١) ، وهذا معنى قول النحويين : «لا يثنى العلم إلا بعد قصد تنكيره» ، وحينئذ تزاد عليه : «أل» بعد التثنية ؛ لتعيد له التعريف ، أو : يسبقه حرف من حروف النداء ـ مثل : «يا» ؛ لإفادة التعيين والتخصيص أيضا ، بسبب القصد المتجه لشخصين معينين (٢) ؛ نحو : يا محمدان ، أو إضافة إلى معرفة ، مثل : حضر محمداك. فلا بد مع تثنية العلم من شىء مما سبق يجلب له النعرف. ؛ لأن العلم يدل على واحد معين. كصالح ، وأمين ، ومحمود (٣) ، والتثنية تدل على وقوع مشاركة بينه وبين آخر ، فلا يبقى العلم مقصورا على ما كان عليه من الدلالة على واحد بعينه ، بل يشترك معه غيره عند التثنية ، وفى هذه المشاركة نوع من الشيوع ، يناقض التعيين والتحديد الذى يدل عليه العلم المفرد (٤). هذا إلى أن العلم المفرد قد صار بعد التثنية إلى لفظ لم تقع (٥) به التسمية أولا ...
(٤) غير مركب (٦) ؛ فلا يثنى بنفسه المركب الإسنادى (وهو المكون من مبتدأ وخبر ؛ مثل «على مسافر» علم على شخص ، أو من فعل وفاعل ، مثل : «فتح الله ـ علم على شخص أيضا). وإنما يثنى من طريق غير مباشر ؛ فنأتى بكلمة : «ذو» للمذكر ، و «ذات» للمؤنث ؛ لتوصل معنى التثنية إليه. وهى ترفع بالألف ، وتنصب وتجر بالياء ، وتكون مضافة إلى المركب فى الأحوال الثلاثة ، تقول : جاء ذوا «محمد مسافر» ، وذاتا ... ، أو : ذواتا «هند مسافرة» (٧) ، وشاهدت ذوى «محمد مسافر» وذاتى ... ، أو : ذواتى «هند مسافرة» : ونظرت إلى
__________________
(١) لهذا إيضاح فى رقم ٢ من هامش ص ٢٦٤.
(٢) فى سبب تعريف المنادى المعرف آراء ، منها : أن السبب هو القصد والأقبال ، ومنها : أنه التعريف الذى كان قبل ندائه ، وقيل : التعريف الأول الذى كان قبل النداء قد زال وعاد جديدا بعد النداء .... إلى غير هذا مما يذكره النحاة مفصلا فى أول باب النداء ...
(٣) قد ينكر العلم لحكمة بلاغية أشرنا إليها مفصلة فى رقم ٢ من هامش ص ٢٦٤.
(٤) يستثنى من هذا : «جماديان» ؛ تثنية : «جمادى» ؛ علم على الشهر العربى المعروف ، و «عمايتان» لجبلين ، و «أبانان» ؛ لجبلين أيضا ، و «أذرعات» لبلد بالشام ، و «عرفات» الجبل بمكة.
(٥) راجع شرح المفصل ج ١ ص ٤٦ عند الكلام على المثنى والمجموع من الأعلام.
(٦) أنواع المركب فى ص ١٣٢ وتفصيل الكلام على كل واحد منها سيجىء فى باب العلم ، ص ٢٧٠ و ٢٧٨ وما بعدها.
(٧) كما يجىء فى : «ج» من ص ١٥٦.