والجملة خبر الأول ، ولا يصح إعراب «كلا» للتوكيد ، لما يترتب على ذلك من إعراب كلمة «قائم» خبر المبتدأ ، وهذا غير جائز ؛ إذ لا يقال : محمد وعلى قائم ؛ لعدم المطابقة اللفظية. أما فى المثال الثانى فيصح إعرابها مبتدأ أو توكيدا ـ كما سبق فى فى «ا».
ح ـ جرى الاستعمال قديما وحديثا على تسمية فرد من الناس وغيرهم باسم ، لفظه مثنى ولكن معناه مفرد ، بقصد بلاغى ؛ كالمدح ، أو الذم ، أو التمليح ... ـ كما سبق فى رقم ٤ من هامش ص ١١١ ـ مثل : «حمدان» تثنية : «حمد» ، و «بدران» تثنية «بدر» و «مروان» ، تثنية : «مرو» ؛ وهى : الحجارة البيض الصلبة ، و «شعبان» تثنية «شعب» و «جبران» تثنية «جبر» ، ومثل : محمدين ، وحسنين والبحرين (اسم إقليم عربىّ على خليج العرب ...) فهذه الكلمات وأشباهها ملحقة بالمثنى ، وليست مثنى حقيقيّا. وفى إعرابها وجهان :
أحدهما : حذف علامتى التثنية من آخرها ، وإعرابها بعد ذلك بالحروف ؛ كباقى أنواع المثنى الحقيقى ؛ فتقول سافر بدران (١) ، يجب الناس بدرين ، وتحدثوا عن بدرين.
والآخر : إلزامها الألف والنون ، ـ مثل عمران ـ وإعرابها إعراب ما لا ينصرف بحركات ظاهرة فوق النون ؛ فترفع بالضمة من غير تنوين ، وتنصب وتجر بالفتحة من غير تنوين (٢) أيضا.
ولعل الخير فى إباحة وجه ثالث يحسن الاصطلاح على إباحته وإن كنت لم أره لأحد من قدامى النحاة ؛ فإنهم قصروه على جمع المذكر السالم ، هو
__________________
(٢) بغير «أل» ؛ لأنه علم على واحد ، وليس مثنى حقيقة. بخلاف العلم عند تثنيته ؛ فيجب تصديره «بأل» أو غيرها مما سيجىء فى رقم ٣ من ص ١١٨.
وهناك كلمات أخرى تشبه «كلا» و «كلتا» فى أن لفظها مفرد ومعناها قد يكون مفردا حينا ، وقد يكون مثنى أو جمعا حينا آخر ، مع التذكير أو التأنيث على حسب كل حالة. ومن تلك الكلمات : «كم» ، و «من» ، و «ما» ، و «أى» وبعض ... وسيجىء الكلام عليها من هذه الناحية فى أبوابها ، ومنها : باب الموصول ـ ص ٣٠٥ وأيضا عند الكلام على مرجع الضمير فى باب الضمير. حيث تعرض بعض الصور والأحكام الهامة الخاصة بذلك. أما التطابق بين المبتدأ والخبر فيجىء فى ص.
(٣) اشترط بعض النحاة لإعرابه بالحركات كالممنوع من الصرف ، ألا تزيد حروفه عند التثنية على سبعة. كاشهيباب ؛ للسنة المجدبة. فإن زادت مثل (اشهيبا بين) وجب إعرابه بالحروف.