ومنصوبا بفتحة مقدرة عليها ، ومجرورا بكسرة مقدرة كذلك ؛ فهو يعرب إعراب المقصور ، والنون للتثنية فى كل الحالات.
(٢) إلزام المثنى الألف والنون فى جميع أحواله مع إعرابه بحركات ظاهرة على النون. كأنه اسم مفرد ، تقول عندى كتابان نافعان ، واشتريت كتابانا نافعانا ، وقرأت فى كتابان نافعان ، ويحذف التنوين إذا وجد ما يقتضى ذلك ؛ كوجود «أل» فى أول المثنى. أو إضافته. وكذلك لمنع الصرف إذا وجد مانع من الصرف ... فيرفع معه بالضمة من غير تنوين ، وينصب ويجر بالفتحة من غير تنوين أيضا.
أما «كلا ، وكلتا» ففيهما مذاهب أيضا ؛ أشهرها وأحقها بالاتباع ما سبق فيهما ؛ وهو إعرابهما بالحروف ، بشرط إضافتهما إلى ضمير دالّ على التثنية ـ علما بأنهما لا تضافان مطلقا ـ إلى ضمير للمفرد ، نحو : كلاى وكلتاى ، ولا إلى ضمير للجمع ، نحو : كلاهم ، وكلتاهم ـ ، ولا يضافان إلى الظاهر أيضا ، وإلا أعربا معه كالمقصور.
وهناك من يعربهما إعراب المقصور فى جميع أحوالهما ، أى : بحركات مقدرة على الألف دائما. ومنهم من يعربهما إعراب المثنى فى جميع أحوالهما ، ولو كانت إضافتهما إلى اسم ظاهر مثنى. ولا حاجة اليوم إلى غير اللغة المشهورة.
هذا ، ولفظهما مفرد ، مع أن معناهما مثنى ؛ فيجوز فى الضمير العائد عليهما مباشرة ، وفى الإشارة ، وفى الخبر ، ونحوه ـ أن يكون مفردا ، وأن يكون مثنى ، تقول : كلا الرجلين سافر ، أو سافرا ، وكلا الطالبين أديب ، أو أديبان ، وكلتا الفتاتين سافرت ، أو سافرتا ، وكلتاهما أديبة ، أو أديبتان ، والأكثر مراعاة اللفظ. كقول الشاعر :
لا تحسبنّ الموت موت البلى |
|
وإنما الموت سؤال الرجال |
كلاهما موت ، ولكن ذا |
|
أفظع من ذاك ، لذل السؤال |
هذا ويتعين الإفراد ومراعاة اللفظ فى مثل : كلانا سعيد بأخيه ؛ من كل حالة يكون المعنى فيها قائما على المبادلة والتنقل بين الاثنين فينسب فيها إلى كل واحد منهما ما ينسب إلى الآخر ، دون الاكتفاء بذكر المعنى المجرد من دلالة المبادلة والتنقل بينهما كالمثال السابق ، وكقولنا : كلانا حريص على المودة ، كلانا محب لبلاده (١) ... بقيت مسألة تتعلق بالإعراب فى مثل : محمد وعلىّ كلاهما قائم ، أو كلاهما قائمان ، فكلمة : «كلاهما» ، فى المثال الأول مبتدأ حتما ، و «قائم» خبره
__________________
ومثل قول الشاعر :
كلانا غنىّ عن أخيه حياته |
|
ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا |