زيادة وتفصيل :
ا ـ عرفنا (١) أنه لا يجوز إعراب : «كلا وكلتا» إعراب المثنى إلا بشرط إضافتهما للضمير الدال على التثنية.
لكن يجب التنبه إلى أن تحقق هذا الشرط يوجب إعرابهما إعراب المثنى من غير أن يوجب إعرابهما توكيدا ؛ فقد يتحتم عند تحققه إعرابهما توكيدا فقط ، وقد يمتنع إعرابهما توكيدا ويتحتم إعرابهما شيئا آخر غيره ، وقد يجوز فى إعرابهما الأمران ؛ التوكيد وغيره ، فالحالات ثلاث عند تحققه. ففى مثل : أقبل الضيفان كلاهما ، وأجادت الفتاتان كلتاهما ... يتعين التوكيد وحده.
وفى مثل : النجمان كلاهما مضىء ، والشاعرتان كلتاهما نابغة ـ يمتنع التوكيد ويتحتم هنا إعرابهما مبتدأين ، وما بعدهما خبر لهما ، والجملة من المبتدأ الثانى وخبره خبر للمبتدأ الأول ؛ (وهو : النجمان ، والشاعرتان). ولا يصح إعراب «كلا وكلتا» فى هذا المثال توكيدا ؛ لكيلا يكون المبتدأ (النجمان ـ الشاعرتان) مثنى ، خبره مفرد ، إذ يصير الكلام : النجمان مضىء ، الشاعرتان نابغة ؛ وهذا لا يصح (٢).
وفى مثل : النجمان ـ كلاهما ـ مضيئان ، والشاعرتان ـ كلتاهما ـ نابغتان ... يجوز فيهما أن يكونا للتوكيد. وما بعدهما خبر للمبتدأ. ويجوز فى كل منهما أن يكون مبتدأ ثانيا خبره ما بعده ، والجملة من المبتدأ الثانى وخبره خبر للمبتدأ الأول.
ب ـ إعراب المثنى وملحقاته بالحروف هو أشهر المذاهب وأقواها ، كما أسلفنا. ويجب الاقتصار عليه فى عصرنا ؛ منعا للفوضى والاضطراب فى الاستعمال الكلامى والكتابى ، وأما اللغات الأخرى فلا يسوغ استعمالها اليوم ، وإنما تذكر للمتخصصين ؛ ليسترشدوا بها فى فهم بعض النصوص اللغوية الواردة عن العرب بتلك اللغات واللهجات. ومن أشهرها :
(١) إلزام المثنى وملحقاته (غير : كلا وكلتا) الألف فى جميع أحواله ، مع إعرابه بحركات مقدرة عليها ؛ تقول عندى كتابان نافعان ، اشتريت كتابان نافعان ، قرأت فى كتابان نافعان ، فيكون المثنى مرفوعا بضمة مقدرة على الألف ،
__________________
(١) فى ص ١١١
(٢) كما سيجىء فى رقم ٢ من الصفحة الآتية