زيادة وتفصيل :
ا ـ بالرغم من تلك اللغات التى وردت عن العرب ، يجدر بنا أن نقتصر على اللغة الأولى التى هى أشهر تلك اللغات وأفصحها ، وأن نهمل ما عداها ؛ حرصا على التيسير ، ومنعا للفوضى والاضطراب الناشئين من استخدام لغات ولهجات متعددة. وقد يقال : ما الفائدة من عرض تلك اللغات إذا؟
إن فائدتها هى لبعض الدارسين المتخصصين : وأشباههم ؛ إذ تعينهم على فهم النصوص القديمة ، المتضمنة تلك اللهجات التى لا تروق اليوم محاكاتها ، ولا القياس عليها ، ولا ترك الأشهر الأفصح من أجلها.
ب ـ جرى العرف على التسمية ببعض الأسماء الستة السالفة ، مثل : أبو بكر ـ أبو الفضل ـ ذى النون ـ ذى يزن ..... فإذا سمى باسم مضاف من تلك الأسماء الستة المستوفية للشروط جاز فى العلم المنقول منها أحد أمرين :
أولهما : إعرابه بالحروف ، كما كان يعرب أوّلا قبل نقله إلى العلمية. كما يصح إعرابه بغير الحروف من الأوجه الإعرابية الأخرى التى تجرى على تلك الأسماء بالشروط والقيود التى سبقت عند الكلام عليها ، أى : أن كل ما يصح فى الأسماء الستة المستوفية للشروط قبل التسمية بها يصح إجراؤه عليها بعد التسمية.
ثانيهما : وهو الأنسب أن يلتزم العلم صورة واحدة فى جميع الأساليب ، مهما اختلفت العوامل الإعرابية ، وهذه الصورة هى التى سمى بها ، واشتهر ، فيقال ـ مثلا ـ كان أبو بكر رفيق الرسول عليه السّلام فى الهجرة ـ إنّ أبو بكر من أعظم الصحابة رضوان الله عليهم ـ أثنى الرسول عليه السّلام على أبو بكر خير الثناء ... فكلمة : «أبو» ونظائرها من كل علم مضاف صدره من الأسماء الستة يلتزم حالة واحدة لا يتغير فيها آخره ، ويكون معها معربا بعلامة مقدرة ، سواء أكانت العلامة حرفا أم حركة على حسب اللغات المختلفة(١) ...
__________________
(١) وإنما كان هذا الوجه أنسب وأولى لمطابقته للواقع الحقيقى ، البعيد عن اللبس ، ولأن بعض المعاملات الرسمية لا تجرى إلا على أساس الاسم الرسمى المعروف (انظر : «ح» من ص ١١٦).