ح ـ إذا أعرب أحد الأسماء الستة بالحروف ، وأضيف إلى اسم أوله ساكن (مثل : جاء أبو المكارم ، ورأيت أبا المكارم ، وقصدت إلى أبى المكارم) فإن حرف الإعراب وهو : الواو ، أو الألف ، أو الياء ـ يحذف فى النطق ، لا فى الكتابة. وحذفه لالتقاء الساكنين ؛ فهو محذوف لعلة ، فكأنه موجود. فعند الإعراب نقول : «أبو» مرفوع بواو مقدرة نطقا ، و «أبا» منصوب بألف مقدرة نطقا ، و «أبى» مجرور بياء مقدرة نطقا ؛ فيكون هذا من نوع الإعراب التقديرى بحسب مراعاة النطق. أما بحسب مراعاة المكتوب فلا تقدير (١).
د ـ من الأساليب العربية الفصيحة : «لا أبا له» (٢) ... فما إعراب كلمة : «أبا» إذا وقعت بعدها اللام الجارة لضمير الغائب ، أو غيره»؟
يرى بعض النحاة أنها اسم «لا» منصوبة بالألف ، ومضافة إلى الضمير الذى بعدها ، واللام التى بينهما زائدة. ومع أنها زائدة هى التى جرّت الضمير دون المضاف ، فالمضاف فى هذا المثال وأشباهه لا يعمل فى المضاف إليه. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر : «لا».
وفى هذا الإعراب خروج على القواعد العامة التى تقضى بأن المضاف يعمل فى المضاف إليه. وفيه أيضا أن اسم «لا» النافية للجنس وقع معرفة ؛ لإضافته إلى الضمير ، مع أن اسم «لا» المفرد لا يكون معرفة ... و... و...
وقد أجابوا عن هذا إجابة ضعيفة ؛ حيث قالوا : إن كلمة «أبا» ذات اعتبارين ؛ فهى بحسب الظاهر غير مضافة لوجود الفاصل بينهما ، فهى باقية على التنكير ، وليست معرفة ؛ والإضافة غير محضة وإذا لا مانع من أن تكون اسم «لا» النافية للجنس. وكان حقها
__________________
(١) راجع رقم ١ ص ١٨٤ ـ الآتية.
(٢) هذا التركيب قد يراد به : المبالغة فى المدح ، وأن الممدوح لا ينسب لأحد ؛ فهو معجزة تولى الله إظهارها على غير ما يعرف الشبر ؛ فمثله كعيسى. وقد يراد به المبالغة ، فى الذم وأنه لقيط ، (أى ، مولود غير شرعى). ولكن الأكثر أن يراد به الدعاء عليه بعدم الناصر وكلمة : «أبا» هنا ليست معرفة بالإضافة لأن إضافتها غير محضة ـ كما سيجىء فى باب الإضافة ح ٣ ص ٣٩ م ٩٣ ـ فإضافتها كإضافة كلمة : «مثل» فى نحو : مثلك كريم ؛ لأنه لم يقصد نفى أب معين ، بل هو ومن يشبهه : إذ هو دعاء بعدم الناصر مطلقا. وفى باب : «لا» بيان مفيد عن معنى هذا الأسلوب ، وإعرابه.