إعرابها بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرّا ؛ مثل : أباك كريم ، إن أباك كريم ، أثنيت على أباك. فكلمة : «أبا» قد لزمتها الألف فى أحوالها الثلاث ، كما تلزم فى آخر الاسم المعرب المقصور ، وهى مرفوعة بضمة مقدرة على الألف ، أو منصوبة بفتحة مقدرة عليها ، أو مجرورة بكسرة مقدرة عليها ، فهى فى هذا الإعراب كالمقصور.
وهناك لغة ثالثة تأتى بعد هذه فى القوة والذيوع ، وهى لغة النقص السابقة ؛ فتدخل. فى : «أب» و «أخ» و «حم» ، كما دخلت فى : «هن» ، ولا تدخل فى : «ذو» ولا «فم» إذا كان بغير الميم. تقول كان أبك مخلصا. إن أبك مخلص ، سررت من أبك لإخلاصه ... وكذا الباقى. فأب مرفوعة بضمة ظاهرة على الباء ، أو منصوبة بفتحة ظاهرة ، أو مجرورة بكسرة ظاهرة (١). ومثل هذا يقال فى «أخ» و «حم» كما قيل : فى «أب» وفى «هن».
ومما سبق نعلم أن الأسماء الستة لها ثلاث حالات من حيث علامات الإعراب ، وقوة كل علامة.
الأولى : الإعراب بالحروف ، وهو الأشهر ، والأقوى إلا فى كلمة : «هن» فالأحسن فيها النقص ؛ كما سبق.
الثانية : القصر ، وهو فى المنزلة الثانية من الشهرة والقوة بعد الإعراب بالحروف ، ويدخل ثلاثة أسماء ، ولا يدخل «ذو» ولا «فم» محذوف الميم ؛ لأن هذين الاسمين ملازمان للإعراب بالحرف. ولا يدخل : «هن» (٢).
__________________
ـ يد دم ـ غد ـ فم ـ سنة ... ؛ فيقال : اسمان ـ ابنان ـ يدان ـ دمان ـ غدان ـ فمان ـ سنتان ... وشذ : فمموان ، وفميان. ومن الضرورة قول الشاعر :
فلو أنّا على حجر ذبحتا |
|
جرى الدميان بالخبر اليقين |
وقول الآخر :
يديان بيضاوان عند محلّم
(محلم ، بكسر اللام : اسم رجل) وستجىء إشارة لهذا الضابط عند الكلام على المثنى فى ح من ص ١٢٣ فى رقم ١ من ص ١٤٩
(١) أساس هذه اللغة : مراعاة النقص فى تلك الكلمات الثلاث ، والاعتداد به ؛ فقد كان آخر كل واحدة منها فى الأصل الواو (أبو ـ أخو حمو) كما فى رقم ٣ من ص ١٠٢ حذفت الواو تخفيفا ؛ فلا ترجع عند الإضافة ، بل يستغنى عنها فى كل الأحوال. والحق هنا هو ما قلناه فى سابقه ؛ أن التعليل الصحيح هو نطق العرب الفصحاء.
(٢) نقل بعض النحاة فيها القصر ، أيضا.