رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يحب ذلك أنْ يُمكِّن جبهته من الأرض ، فأنا أحب لك ما كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحبه ) (٤٧) .
٣ ـ عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ( لا بأس بالصلاة على البُورِيَا ، والخَصَفَة وكل نبات إلا الثمرة ) (٤٨) .
وبعد هذه الروايات نقول : إن الإمامية تُصرِّح بلزوم السجود على الأرض من ناحية أساسية ، وتجوِّز السجود على نبات الأرض وما يصنع منه ، كالحصر والبواري ونحوها ، إلا المأكول والملبوس كالقطن والكتان ونحوهما ، كل ذلك إعتماداً على ما ورد عن أهل البيت عليهمالسلام .
قد روت السنة والجماعة أحاديث كثيرة مذكورة في صحاحها ومسانيدها ، مفادها أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم رخّص في السجود على نبات الأرض وما يُصنع منه ، كالخمرة والحصير وغيرهما نذكر منها التالي :
١ ـ عن أنس بن مالك قال : ( كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يُقِيل عند أم سليم ؛ فتبسط له نَطْعَاً فتأخذ من عَرَقِه فتجعله في طيبها وتبسط له الخُمْرَة (٤٩) ؛ فيصلي عليها ) (٥٠) .
٢ ـ عن أنس بن مالك قال : ( كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أحسن الناس خُلقاً ، فربما تحضره الصلاة وهو في بيتنا ، فيأمر بالبساط الذي تحته فُيكْنَسْ ثم
__________________________
(٤٧) ـ المصدر السابق / ٦٠٩ ( باب (١٧) ، حديث (٤) ) .
(٤٨) ـ نفس المصدر / ٥٦٣ ( باب (١) ، حديث (٩) ) .
(٤٩) ـ المستفاد من كلمات اللغويين أن الخمرة مصنوعة من سعف النخيل أصغر من الحصير .
(٥٠) ـ البيهقي ، أحمد بن الحسين : السنن الكبرى ، جـ ٢ / ٤٢١ ( باب الصلاة على الخمرة ) .