تقدم أنّ السجود لابد أنْ يكون على الأرض ؛ والمراد من الأرض التراب والحصى ، وأما المعادن والفلزّات العالقة في الأرض ؛ فخارجة ، وسيتضح هذا بعد ذلك . هذا هو التشريع الأساسي ، ولكن إستفاد المسلمون من عمل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه رَخّصَ في السجود على غير الأرض ، تارة لعذر ، وأخرى لغير عذر . أما الذي لغير عذر ؛ فسيكون البحث فيه كالتالي :
ذهبت الإمامية : إلى أنّ السجود على الأرض أفضل من السجود على النبات والقرطاس وغيرهما مما جاز السجود عليه ، كما هو مُفَصّل في كتبهم الفقهية ، إعتماداً على روايات أهل البيت عليهمالسلام ، ونذكر منها التالي :
١ ـ عن هشام بن الحكم : أنه قال لأبي عبد الله عليهالسلام : ( أخبرني عما يجوز السجود عليه وعَمّا لا يجوز ؟ قال عليهالسلام لا يجوز إلا على الأرض أو ما أنبتت الأرض إلا ما أكل أو لبس . فقال له : جُعلْتُ فداك ما العِلّة في ذلك ؟ قال عليهالسلام : لأنّ السجود خضوع لله عَزّ وجَلّ فلا ينبغي أنْ يكون على ما يُؤْكَل ويُلْبَس ؛ لأنّ أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون والساجد في سجوده في عبادة الله عَزّ وجَلّ ، فلا ينبغي أنْ يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذين إغتروا بغرورها ) (٤٦) .
٢ ـ عن إسحاق بن الفضيل أنه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن السجود على الحُصُر والبَوارِي ؟ فقال : ( لا بأس ، وأنْ يسجد على الأرض أَحَبُّ إليَّ ، فإنّ
__________________________
(٤٦) ـ الحر العاملي ، الشيخ محمد حسن : الوسائل ، ج ٣ / ٥٩١ ( باب ـ ١ ـ من أبواب ما يسجد عليه ، حديث (١) ) .